سنن سعيد بن منصور (2)
محقق
فريق من الباحثين بإشراف وعناية
الناشر
دار الألوكة للنشر
رقم الإصدار
الأولى
سنة النشر
١٤٣٣ هـ - ٢٠١٢ م
مكان النشر
الرياض - المملكة العربية السعودية
في إِثْرِها، وصلّ العشاءَ إذا غابَ الشَّفَقُ وادْلأَمَّ (^١) الليلُ ههنا - وأشار إلى الشرق - وصلِّ الصُّبحَ إذا طلع الفجرُ، ثم إلى السَّدَفِ (^٢). قلتُ: الصَّلاةُ الوُسْطى؟ قال: ألا هي العَصرُ.
[قولُهُ تعالى: ﴿كَمَا أَنْزَلْنَا عَلَى الْمُقْتَسِمِينَ (٩٠) الَّذِينَ جَعَلُوا الْقُرْآنَ عِضِينَ (٩١)﴾]
[١٢١٥] حدَّثنا سعيدٌ، قال: نا أبو عَوانةَ (^٣)، عن أبي بِشْرٍ (^٤)، عن سعيدِ بن جبيرٍ، عن ابن عبّاسٍ، في قولِه ﷿: ﴿الَّذِينَ جَعَلُوا الْقُرْآنَ عِضِينَ﴾؛ قال: هم أهلُ الكتابِ (^٥)؛ جَزَّؤوه أعضاءً، فآمنوا ببعضِهِ، وكفروا ببعضِهِ.
_________
(^١) أي: اشتد سواده. و"ادلأم": "ادْلَهَمَّ" الهمزة بدل من الهاء. "تاج العروس" (د ل م)، (د ل هـ م).
(^٢) السَّدَفُ - بالتحريك -: من الأضداد؛ فمنهم من يطلقه على الظُّلْمَة، ومنهم من يطلقه على الضَّوء، وقيل: هو اختلاط الضوء والظلمة جميعًا كوقت ما بين صلاة الفجر إلى أول الإسفار، وهذا هو المقصود في هذا الحديث كما هو ظاهر. "النهاية" (٢/ ٣٥٤ - ٣٥٥)، و"تاج العروس" (س د ف).
(^٣) هو: وضاح بن عبد اللّه.
(^٤) هو: جعفر بن إياس.
(^٥) من أول الحديث إلى هنا مكرر في الأصل.
[١٢١٥] سنده صحيح، وهو عند البخاري في "صحيحه"؛ كما سيأتي.
وعزاه السيوطي في "الدر المنثور" (٨/ ٦٥٢) للمصنِّف والبخاري والحاكم والفريابي وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وابن مردويه.
وقد أخرجه البخاري (٣٩٤٥ و٤٧٠٥)، وابن جرير الطبري في "تفسيره" (١٤/ ١٢٩ و١٣٠ و١٣٤)، والهروي في "ذم الكلام وأهله" (١٧٩)؛ من طريق هشيم بن بشير، عن أبي بشر، به.
وأخرجه ابن جرير أيضًا (١٤/ ١٣٠) من طريق شعبة، عن أبي بشر، لكنه وقفه على سعيد بن جبير، ولم يذكر فيه ابن عباس.
وسيأتي من طريق آخر عن ابن عباس في الحديث التالي.
6 / 48