مختصر الفقه الإسلامي في ضوء القرآن والسنة
الناشر
دار أصداء المجتمع
رقم الإصدار
الحادية عشرة
سنة النشر
١٤٣١ هـ - ٢٠١٠ م
مكان النشر
المملكة العربية السعودية
تصانيف
والمياه والرياح، والأموال والبحار، والجبال وغيرها كلها عند الله، فكل ما نحتاجه نطلبه من الله ونسأله إياه، ونكثر من العبادات والطاعات، فهو سبحانه قاضي الحاجات، ومجيب الدعوات، هو خير المسؤولين، وخير المعطين، لا مانع لما أعطى، ولا معطي لما منع.
١ - قال الله تعالى: ﴿وَإِنْ مِنْ شَيْءٍ إِلَّا عِنْدَنَا خَزَائِنُهُ وَمَا نُنَزِّلُهُ إِلَّا بِقَدَرٍ مَعْلُومٍ (٢١)﴾ ... [الحجر/٢١].
٢ - وقال الله تعالى: ﴿وَلِلَّهِ خَزَائِنُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَلَكِنَّ الْمُنَافِقِينَ لَا يَفْقَهُونَ (٧)﴾ [المنافقون/٧].
- قدرة الله ﷿:
الله ﷿ له القدرة المطلقة:
١ - أحيانًا يعطي ويرزق بالأسباب كما جعل الماء سببًا للإنبات، ووطء المرأة سببًا للإنجاب، ونحن في دار الأسباب فنأخذ بالأسباب المشروعة، ولا نتوكل إلا على الله.
٢ - وأحيانًا يعطي ويرزق بدون الأسباب، يقول للشيء كن فيكون، كما رزق مريم طعامًا بلا شجر، وابنًا بلا ذكر.
٣ - وأحيانًا يستعمل قدرته سبحانه بضد الأسباب كما جعل النار بردًا وسلامًا على إبراهيم ﷺ، وكما نجى موسى ﷺ وأغرق فرعون وقومه في البحر، وكما نجى يونس ﷺ في ظلمة بطن الحوت والبحر.
قال الله تعالى: ﴿إِنَّمَا أَمْرُهُ إِذَا أَرَادَ شَيْئًا أَنْ يَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ (٨٢)﴾ [يس/٨٢].
هذا بالنسبة للمخلوقات، أما بالنسبة للأحوال:
١ - فنعلم ونتيقن أن خالق جميع الأحوال هو الله وحده من الغنى والفقر .. والصحة والمرض .. والفرح والحزن .. والضحك والبكاء .. والعزة والذلة .. والحياة والموت .. والأمن والخوف .. والبرد والحر .. والهداية والضلالة .. والسعادة
1 / 58