مختصر الفقه الإسلامي في ضوء القرآن والسنة
الناشر
دار أصداء المجتمع
رقم الإصدار
الحادية عشرة
سنة النشر
١٤٣١ هـ - ٢٠١٠ م
مكان النشر
المملكة العربية السعودية
تصانيف
٣ - العبادة
- معنى العبادة:
الذي يستحق العبادة هو الله وحده، والعبادة تطلق على شيئين:
١ - الأول: التعبد: وهو التذلل للهِ ﷿ بفعل أوامره، واجتناب نواهيه محبة له وتعظيمًا.
٢ - الثاني: المتعبد به: ويشمل كل ما يحبه الله ويرضاه من الأقوال والأعمال الظاهرة والباطنة كالدعاء، والذكر، والصلاة، والمحبة ونحوها، فالصلاة مثلًا عبادة، وفعلها تعبد للهِ، فنعبد الله وحده بالتذلل له، محبة له وتعظيمًا له، ولا نعبده إلا بما شرع.
- حكمة خلق الجن والإنس:
لم يخلق الله الثقلين -الجن والإنس- عبثًا أو سدى، لم يخلقهم ليأكلوا ويشربوا، ويلهوا ويلعبوا ويضحكوا.
إنما خلقهم ربهم لأمر عظيم ليعبدوا الله ﷿، ويوحدوه، ويعظموه، ويكبروه ويطيعوه: بفعل أوامره، واجتناب نواهيه، والوقوف عند حدوده، وترك عبادة ما سواه، كما قال سبحانه: ﴿وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ (٥٦)﴾ [الذاريات/٥٦].
فإذا فعلوا ذلك سعدوا في الدنيا، وفازوا بالجنة والقرب من ربهم كما قال ﷾: ﴿إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي جَنَّاتٍ وَنَهَرٍ (٥٤) فِي مَقْعَدِ صِدْقٍ عِنْدَ مَلِيكٍ مُقْتَدِرٍ (٥٥)﴾ [القمر/٥٤ - ٥٥].
- حكمة العبادة:
امتثال أوامر الله واجتناب نواهيه مبنيّ على الإيمان بالله ﷿، وإدامة تصور عظمة الخالق ومالك الملك في القلوب، وذلك بكثرة ذكره، ولإدامة هذا التصور ورسوخه في القلب شرع الله لعباده مُذكِّرًا مكرَّرًا، وعملًا متجددًا، وهو
1 / 21