الثاني: عنها أيضا قالت:
رجع إلي رسول الله ﷺ من جنازة بالبقيع وأنا أجد صداعا في رأسي وأقول: وارأساه فقال:
بل أنا وارأساه ما ضرك لو مت قبلي فغسلتك وكفنتك ثم صليت عليك ودفنتك.
رابع عشر: أن يتولى غسله من كان أعرف بسنة الغسل لا سيما إذا كان من أهله وأقاربه لأن الذين تولوا غسله ﷺ كانوا كما ذكرنا فقد قال علي ﵁:
غسلت رسول الله ﷺ فجعلت أنظر ما يكون من الميت فلم أر شيئا وكان طيبا حيا وميتا ﷺ.
٣٠ - ولمن تولى غسله أجر عظيم بشرطين اثنين:
الأول: أن يستر عليه ولا يحدث بما قد يرى من المكروه لقوله ﷺ:
من غسل مسلما فكتم عليه غفر له الله أربعين مرة ومن حفر له فأجنه أجري عليه كأجر مسكن أسكنه إياه إلى يوم القيامة ومن كفنه كساه الله يوم القيامة من سندس واستبرق الجنة.
الثاني: أن يبتغي بذلك وجه الله لا يريد به جزاء ولا شكورا ولا شيئا من أمور الدنيا لما تقرر في الشرع أن الله ﵎ لا يقبل من العبادات إلا ما كان خالصا لوجهه الكريم والأدلة على ذلك من الكتاب والسنة كثيرة جدا اجتزئ هنا بذكر اثنين منها:
الأول: قوله ﵎:
﴿قُلْ إِنَّمَا أَنَا بَشَرٌ مِثْلُكُمْ يُوحَى إِلَيَّ أَنَّمَا إِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ فَمَنْ كَانَ يَرْجُوا لِقَاءَ رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلًا صَالِحًا وَلا يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَدًا﴾ . أي: لا يقصد بها غير وجه الله تعالى.
1 / 31