============================================================
نفيض كما يفيض النيل جودا ونقدم مثل إقدام الحسام (1) الاوان نزلت بنا كبر الرزايا تا يتا بأن لك كرام(2) روضة رائقة، ورياضة فتقة قيل لما عزم سابور بن هرمز(1) على الدخول إلى بلاد الروم منتكرا نهاه نصحاؤه وحذروه التغرير بنفسه فى امر يمكنه ان يستيب فيه اهم لوكان يقال : أشقى الناس وزراء الأحداث من العلوك ، وعشاق القينات(2) من الشيوخ.
الوكان يقال : إنما عسر صرف الأحداث عن غى الهوى إلى رشد الرأى ال لأمرين؛ أحدهما : قوة سلطان الشهوات عليهم ، والثانى : أن التجارب لم ترض عقولهم على مخالفة هواهم ، ونو الحنكة(5) بخلف ذلك : ثم إن سابور توجه نحو بلاد الروم واستصحب وزيرا كان له ولأبيه من قبله، وكان شيخا ذا دهاء وحزم وسداد راى وحنكة، وبصر بالديانات واللغات وتبحر فى العلوم وخبرة بالمكايد، فسلم إليه سابور جميع ما يظن آن به اليه حاجة أو تدعوه إليه داعية، وأمره أن ينحاز عنه في قرب منه ومراعاة لجميع احواله فى ليله ونهاره، وتوجها معا نحو الشام(1)، فتزيا نلك الوزير بزى الرهبان وتكلم بلسان الجللقة(1)، وتحرف بصناعة الطب الجراحى ، وكان معه (1) السام : السيف القاطع .
(2) الرزايا : مفردها الرزينة وهى المصيبة .
(2) سابور بن هرمز : ملك فارسى لقب بذى الالكتاف وحمى الديانة المزدية واعتالها .
مفاتيح العلوم (65).
4) القينات ، مفردها قينة : وهى الأمة المغنية الجميلة .
5) أى الحكيم والخبير.
(1) الشام : وقيل الشام، وسميت بذلك لكثرة قراها، وتدانى بعضها من بعض فشبهت بالشمات وروى عنه صلى الله عليه وسلم أته قال : ((الشام صفوة الله من بلاده 00)) .
الحديث . معجع البلدان (6946).
(7) الجلالقة : من ولد يافث بن نوح عليه السلام وهو الأصغر من ولد نوح، وبلدهم جليقية، الروض المعطار (169) معجم البلدان (2205).
صفحة ٥٤