السلوك في طبقات العلماء والملوك
محقق
محمد بن علي بن الحسين الأكوع الحوالي
رقم الإصدار
الثانية
.. فثوبك شمس تَحت أذياله الدجى ... وثوبي ليل تَحت أذياله الشَّمْس ... وَمن ذَلِك مَا أنشدنيه شَيْخي أَبُو الْحسن عَليّ بن أَحْمد الأصبحي الْآتِي ذكره قَالَ ثَبت عَنهُ بطرِيق صَحِيح بيتان فِي الْمَنْع عَن أكل التُّرَاب هما ... لَا تَأْكُل الطين مُعْتَقدًا مذهبي ... فقد صد عَنهُ حَدِيث النَّبِي
من الطين رَبِّي برا آدما ... وآكله آكل للْأَب ... وَمِنْه أَيْضا مَا قَالَه يُخَاطب والدته حِين عزم على الارتحال فِي طلب الْعلم ... أَقُول لَهَا والعيس تحدج للنوى ... أعدي لفقدي مَا اسْتَطَعْت من الصَّبْر
سأنفق ريعان الشبيبة آنِفا ... على طلب العلياء أَو طلب الْأجر
أَلَيْسَ من الخسران أَن لياليا ... تمر بِلَا نفع وتحسب من عمري ... وَمِنْه مَا وجدته بِخَط الْفَقِيه سُلَيْمَان الجندي الْآتِي ذكره أَنه قَالَ قَالَ الشَّافِعِي ... إِذا الْمَرْء أولاك الهوان فأوله ... هوانا وَإِن كَانَت قَرِيبا أواصره
وَإِن كنت لم تقدر على أَن تهينه ... فَدَعْهُ إِلَى الْيَوْم الَّذِي أَنْت قادره ... وَمن الشّعْر الْمَنْسُوب إِلَيْهِ فِي النَّفس ... كدكد النَّفس إِن أَحْبَبْت أَن تصبح حرا
... واقطع الآمال عَن جود بني آدم طرا
... لَا تقل ذَا مكسب يزري ففضل النَّاس أزرى
... أَنْت مَا اسْتَغْنَيْت عَن غَيْرك أَعلَى النَّاس قدرا
وَمن شعره فِي الزّهْد ... أأنعم عَيْشًا بَعْدَمَا حل عارضي ... طوالع شيب لَيْسَ يُغني خضابها
إِذا أسود لون الْمَرْء وأبيض شعره ... تنغص من أَيَّامه مستطابها
وغرة عمر الْمَرْء قبل مشيبه ... وَقد فنيت نفس تولى شبابها
فدع فضلات للأمور فَإِنَّهَا ... حرَام على نفس التقي ارتكابها
وَلَا تمشين فِي منْكب الأَرْض فاخرا ... فعما قَلِيل يحتويك ترابها
وَآت زَكَاة الجاه وَاعْلَم بِأَنَّهَا ... كَمثل زَكَاة المَال تمّ نصابها ...
1 / 157