السلطان المفرج عن أهل الإيمان فيمن رأى صاحب الزمان(عج)

ابن طي الفقعاني ت. 855 هجري
39

السلطان المفرج عن أهل الإيمان فيمن رأى صاحب الزمان(عج)

تصانيف

القصة فحكيت له، فأحضر الأطباء الذين كانوا (1) أشرفوا عليها وأمرهم بمداواتها، فقالوا: ما دواؤها إلا القطع بالحديد، ومتى قطعها مات.

فقال لهم [الوزير] (2): فبتقدير أن تقطع ولا يموت، في كم يبرأ (3)؟ فقالوا: في شهرين وتبقى [في] (4) مكانها حفرة بيضاء ولا ينبت فيها شعر.

فسألهم الوزير: متى رأيتموه؟ قالوا: منذ عشرة أيام، فكشف الوزير عن الفخذ الذي كان فيه الألم فرآها (5) وهي مثل اختها وليس فيها أثر أصلا، فصاح أحد الحكماء: هذا عمل المسيح. فقال الوزير: حيث لم يكن عملكم فنحن نعرف من عملها.

ثم أنه أحضر (6) عند الخليفة المستنصر، فسأله عن القصة، فعرفه بها كما جرى، فتقدم له بألف دينار، فلما حضرت قال: [خذ] (7) هذه فأنفقها. قال له (8): ما أجسر آخذ منه حبة واحدة. فقال الخليفة: ممن تخاف؟ قال: من الذي فعل معي هذا؛ قال: لا تأخذ من أبي جعفر شيئا. فبكى الخليفة وتكدر، وخرج من عنده ولم يأخذ شيئا (9).

صفحة ٧٤