السلطان المفرج عن أهل الإيمان فيمن رأى صاحب الزمان(عج)

ابن طي الفقعاني ت. 855 هجري
17

السلطان المفرج عن أهل الإيمان فيمن رأى صاحب الزمان(عج)

تصانيف

بأسنانه فلج، فجذب رداء جعفر فقال: تنح يا عم، أنا أحق بالصلاة على أبي منك، فتأخر جعفر وقد اربد وجهه، وتقدم الصبي فصلى عليه ودفن إلى جانب قبر أبيه، ثم قال: يا بصري، هات جوابات الكتب التي معك، فدفعتها إليه، فقلت في نفسي:

بقي الهميان.

ثم خرجنا إلى جعفر وهو يزفر، فقال له حاجز الوشاء: يا سيدي، من الصبي لنقيم الحجة عليه؟ فقال (1): والله ما رأيته قط ولا أعرفه. فنحن جلوس إذ قدم نفر من قم فسألوا عن الحسن (عليه السلام) فعرفوا بموته، فقالوا: فمن؟ فأشار الناس إلى جعفر ابن علي، فسلموا [عليه] (2) وعزوه وهنؤوه وقالوا: معنا كتب ومال، فتقول: ممن الكتب؟ وكم المال؟ فقام ينفض أثوابه ويقول: يريدون منا (3) أن نعلم الغيب.

فخرج الخادم فقال: معكم كتب فلان [وفلان وفلان] (4)، وهميان [فيه] (5) ألف دينار، وعشرة دنانير منها مطلية، فدفعوا [إليه] (6) الكتب والمال وقالوا: الذي وجهك لأخذ ذلك هو الإمام.

فدخل جعفر على المعتمد وكشف له ذلك، فوجه المعتمد خدمه فقبضوا على [صقيل] (7) الجارية وطالبوها بالصبي، فأنكرته وادعت حملا بها لتغطي حال الصبي، فسلمت إلى ابن أبي الشوارب القاضي، وبغتهم موت عبيد الله بن يحيى [بن

صفحة ٥٢