140

وعلى هذه القاعدة ، طور معاوية حزبه مع الحسن الى الحرب بالفتن.

وكان اذ يعسكر بجيوشه على حدود العراق ، لا يريد القتال ، وانما يخاف المبادءة من خصومه. ويود لو حاربهم في ميدان غير ميدان الجيوش.

ولم يبح بسره هذا ، الا على أسلوب من المصانعة والتمويه ، يتظاهر من ورائهما بالجنوح الى المصلحة والخوف على امور الناس. فيقول حين ينظر الى جيوش الفريقين في موقفه من الحسن بن علي عليهما السلام : « ان قتل هؤلاء ، هؤلاء ، وهؤلاء ، هؤلاء ، من لي بامور الناس (1)» ، ويقول : « الامر الكبير يدفعه الامر الصغير (2)».

وما يدرينا ، فلعله اذ يتلكأ بهذا ونحوه ، انما يتلكأ لانه يحذر نتائج حرب السلاح ، فيمالو صدق العراق بالقراع. وليكن على هذا الاحتمال قد جهل موقف الكوفة في نفيرها مع الحسن وخيل اليه من نتائج الدعاوة الشيعية ما لم يكن.

صفحة ١٦٠