171

السكرية

تصانيف

فتردد كمال قليلا ثم قال: كانت لك أخت صغيرة نسيت اسمها فكيف صارت اليوم؟ - بدور! تزوجت في العام الماضي ... - ما شاء الله، أولادنا يتزوجون! - وأنت ألم تتزوج؟

ترى ألم تعاوده الذكريات؟ - كلا ... - أسرع وإلا فاتك القطار ...

فقال ضاحكا: فاتني بأميال ... - ربما تزوجت من حيث لا تدري، صدقني، لم يكن الزواج ضمن خطتي ولكنني متزوج منذ أكثر من عشر سنوات ...

فهز كمال منكبيه دون اكتراث وقال: خبرني كيف تجد الحياة هنا بعد إقامتك الطويلة في فرنسا؟ - لم تكن الحياة في فرنسا عقب الغزو مما يسر، أما هنا فالحياة يسيرة بالقياس إلى هناك، (ثم بحنان) ولكن باريس، أين أين باريس؟! - لم لم تبق في فرنسا؟

فقال باستنكار: أعيش كلا على حمي؟! كلا، كان ثمة عذر عندما حالت ظروف الحرب دون السفر، أما بعد ذلك فلم يكن من السفر بد!

ترى أهو شذا من الكبرياء القديم؟ ثم وجد نفسه مدفوعا إلى مغامرة خطيرة عذبة معا، فتساءل بمكر: وما أخبار صاحبنا حسن سليم؟

فحدجه بنظرة ارتياب لحظة، ثم قال ببرود: لا أدري عنه شيئا! - كيف ؟!

فقال وهو يمد بصره إلى الطريق خلال الزجاج: انتهى ما بيننا وبينه منذ حوالي العامين!

فقال كمال في دهشة لم يستطع إخفاءها: أتعني ...!

ولم يتم كلامه. غلبته المفاجأة. هل عادت عايدة إلى العباسية مرة أخرى؟ امرأة مطلقة؟! فليؤجل التفكير في هذا كله إلى حين. وقال بهدوء: كان سفره إلى إيران آخر ما حدثني إسماعيل لطيف عنه؟

صفحة غير معروفة