صحف مختارة من الشعر التمثيلي عند اليونان

طه حسين ت. 1392 هجري
86

صحف مختارة من الشعر التمثيلي عند اليونان

تصانيف

إن أرتميس لتحمي ضعاف الطير لا تستطيع أن تنهض، وسكان الغابات لم تفارق بعد ثدي أمهاتها. أجل، إن نبأ هذين النسرين لسعيد، ولكنه لا يخلو من خطر. أيها الإله ذو السهام، أي أبلون! امنع اختك أن تبعث الريح مضادة لسفن اليونان، وأن تضع العقاب لها في سبيل سفرها، أنها لشديدة الحرص على أن تظفر بضحية وحشية لا يصحبها لهو ولا قصف، ضحية هي مصدر خلاف وانشقاق، هي إهانة للطبيعة، للزواج المقدس. في أعماق قصر من القصور يغلي بغض مخوف شديد الخطر، فيه تذكر فتاة

2

في حاجة إلى الثأر. ذلك هو الحظ السعيد السيئ في وقت واحد، تنبأ به كلكاس لملكينا حين ظهر هذان النسران. فليملأنا رجاؤه وخوفه. لنتغن، لنتغن أشعارا مملؤها الشؤم ولكن ليكذب ما اشتملت عليه من طيرة

أي ذوس! كائنا من كنت

3

إن يعجبك هذا الدعاء فأنا داعيك به! عبثا أبحث عمن يستنقذ نفسي من همومها، فلن أجد غيرك لي ملجأ.

لقد كان المتكبر تملؤه الجرأة يزدري كل شيء. يظهر بعد أن لم يكن شيئا، فما هي إلا أن يظهر حتى يجد له قاهرا فيزول. ولكن من يتغنى نشيد النصر فرحا مبتهجا مشرفا به ذوس فهو ظافر بكل ما أراد.

ذوس هو الذي يسن للناس سنة الرشد والحذر، يعاقبنا فيؤدبنا عقابه، يعاقبنا أيقاظا ورقودا، أليس ينبعث الندم في قلوبنا أثناء النوم. وسواء أرضينا أم كرهنا فإن الحكمة بالغة إلينا: هذه الحكمة يهديها الآلهة إلى الناس فتثبت مشرفة علينا لا تضطرب ولا تزول.

كذلك أذعن رئيس السفن للقضاء، غير متهم كاهنه، بينما كانت الأحداث والمصائب تنوء بالأكويين على ساحل أوليس

4

صفحة غير معروفة