الدليل الحادي عشر:
حديث: ((بينما نحن عند رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم جلوس إذ طلع راكبان حتى أتياه، قال فدنا أحدهما ليبايعه فلما أخذ بيده قال: يا رسول الله أرأيت من رآك وآمن بك واتبعك وصدقك ماذا له؟: قال: طوبى له، قال: فمسح يده وانصرف. ثم أتاه الآخر حتى أخذ يده ليبايعه فقال: يا رسول الله أرأيت من آمن بك واتبعك وصدقك ماذا له، قال: طوبى له ثم طوبى له)).
هذا يدل على تفضيل بعض الأمة على بعض الصحابة فإذا كانت طوبى تدل على دخول كل الصحابة الجنة مؤمنهم وفاسقهم -وهذا لا يقولون به بل هذا الدليل يفسر الآيات والأحاديث في فضل الصحبة والصحابة- فهذا ليس بأبلغ من الوعد لعموم المؤمنين بالجنة في نصوص القرآن الكريم، فضلا عن نصوص السنة النبوية، صحيح أنه من أتبع النبي صلى الله عليه وآله وسلم وآمن به وصدقه كان -إن شاء الله في الجنة- ولو لم يره ، لكن النزاع فيمن لم يحسن الاتباع من هؤلاء أو هؤلاء، فنحن بحاجة لتحديد معنى (الاتباع) ،ثم لينظر بعد ذلك من من الناس اتبع وأحسن الإيمان والتصديق ممن كان خلاف ذلك.
والغريب أن بعضهم -كابن تيمية سامحه الله- يورد مثل هذه النصوص العامة، ويعد القادح في الصحابة قادحا في الكتاب والسنة.
صفحة ٣٢٠