فلنضع أولا الجهات التى يستعملها هؤلاء الذين يشغبون ويماحكون بكلامهم وهى خمسة عددا: أولها التبكيت، والثأنية الكذب، والثالثة ضعف الفهم لما يدخله من شكوك، والرابعة العجومة، والخامسة الهذر والهتار — وهذه الخصلة تضطر المتكلم إلى تكرار كلامه أو بتكلم بالشبه والتمويه لا بالحقيقة. فغايتهم أولا أن يكونوا مبكتين فى ظاهر أمرهم؛ وثانيا أن يروا أن المتكلم كاذب وأن يروا الكذب؛ وثالثا أن يضعفوا الفهم ويقودوا إلى الشك وقلة اليقين؛ ورابعا أن يضطروا المتكلم إلى العجمة بحرف يأتون به فيبقى المجيب فيه مستعجما عنه؛ وخامسا تكرير الكلام بالهذر والهتار.
[chapter 4: 4] 〈التبكيت فى القول وخارج القول: التبكيت فى القول〉
صفحة ٧٥٣