التصوف - المنشأ والمصادر
الناشر
إدارة ترجمان السنة
رقم الإصدار
الأولى
سنة النشر
١٤٠٦ هـ - ١٩٨٦ م
مكان النشر
لاهور - باكستان
تصانيف
الباب الأول
التّصَوّفُ نشأته، تَاِريخُه وَتَطَوّرَاته
الفصل الأول
إن الإسلام دين البساطة ودين الفطرة التي فطر الناس عليها، أنزله الله على قلب سيد الخلق لهداية البشر.
﴿هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ ٣٣﴾ (١).
وأمر سبحانه جل وعلا أن يتمسك به، ويقدمه إلى الناس ليعرفوه ويتمسكوا به بدورهم.
وأنه عبارة عن الإقرار بوحدانية الله ﷿ لا شريك له، والشهادة بأن محمدا عبده ورسوله صلوات الله وسلامه عليه، وإقامة الصلوات الخمس، وإيتاء الزكاة بعد مرور عام على ملاك النصاب، وكذلك صوم شهر رمضان من اثني عشر شهرا، وحج البيت إن إستطاع إليه سبيلا، كما ورد في حديث جبريل ﵊ أنه جاء يوما من الأيام يسأل النبي ﷺ الإسلام، فقال:
(الإسلام أن تشهد أن لا إله إلا الله وأن محمد رسول الله، وتقيم الصلاة، وتؤتي الزكاة، وتصوم رمضان، وتحج البيت إن إستطعت إليه سبيلا) (٢).
أو كما ورد في حديث أعرابي جاء صلوات الله وسلامه عليه فقال له: (دلني على عمل إذا عملته دخلت الجنة).
قال: (تعبد الله ولا تشرك به شيئا، وتقيم الصلاة المكتوبة، وتؤتي الزكاة المفروضة، وتصوم رمضان)، قال: (والذي نفسي بيده لا أزيد على هذا شيئا ولا أنقص منه)، فلما ولّى، قال النبي ﷺ: (من سره أن ينظر إلى رجل من أهل الجنة فلينظر إلى هذا) (٣).
_________
(١) التوبة الآية ٣٣
(٢) رواه مسلم
(٣) متفق عليه
1 / 11