التصوف - المنشأ والمصادر
الناشر
إدارة ترجمان السنة
رقم الإصدار
الأولى
سنة النشر
١٤٠٦ هـ - ١٩٨٦ م
مكان النشر
لاهور - باكستان
تصانيف
وروي عن سفيان الثوري ﵀ أنه قال: لولا أبو هاشم الصوفي ما عرفت دقيق الرياء، وقد ذكر الكتاب الذي جُمع فيه أخبار مكة عن محمد بن إسحاق بن يسار، وعن غيره يذكر فيه حديثًا: أنه قبل الإسلام قد خلت مكة في وقت من الأوقات، حتى كان لا يطوف بالبيت أحد، وكان يجيء من بلد بعيد رجل صوفي فيطوف بالبيت وينصرف، فإن صح ذلك فإنه يدل على أنه قبل الإسلام كان يعرف هذا الاسم، وكان يُنسب إليه أهل الفضل والصلاح، والله أعلم) (١).
وبمثل ذلك قال السهروردي: (وهذا الاسم لم يكن في زمن رسول الله ﷺ، وقيل: كان في زمن التابعين - ثم نقل عن الحسن البصري وما نقلناه عن الطوسي أيضا - ثم قال: وقيل: لم يعرف هذا الاسم إلى المائتين من الهجرة العربية) (٢).
وصرح عبد الرحمن الجامي:
(أن أبا هاشم الكوفي أول من دعى بالصوفي، ولم يسم أحد قبله بهذا الاسم، كما أن أول خانقاه بني للصوفية هو ذلك الذي في رملة الشام، والسبب في ذلك أن الأمير النصراني كان قد ذهب للقنص فشاهد فشاهد شخصين من هذه الطائفة الصوفية سنح له لقاؤهما وقد احتضن أحدهما الآخر وجلسا هناك، وتناولا معا كل ما كان معهما من طعام، ثم سارا لشأنهما، فسرّ الأمير النصراني من معاملتهما وأخلاقهما، فاستدعى أحدهما، وقال له: من هو ذاك؟
قال: لا أعرفه، قال: وما صلتك به؟.
قال: لا شيء. قال: فمن كان؟.
قال: لا أدري، فقال الأمير: فما هذه الألفة التي كانت بينكما؟.
فقال الدرويش: إن هذه طريقتنا، قال: هل لكم من مكان تأوون إليه؟.
قال: لا، قال: فإني أقيم لكما محلا تأويان إليه، فبنى لهما هذه الخانقاه في الرملة) (٣).
وأما القشيري فقال:
_________
(١) اللمع للطوسي ص ٤٢، ٤٣، أيضا الفتوحات الإلهية لابن عجيبة الحسنى ص ٥٣ ط عالم الفكر القاهرة.
(٢) عوارف المعارف للسهروردي ص ٦٣.
(٣) نفحات الأنس للجامي الطبعة الفارسية ص ٣١، ٣٢ ط إيران.
1 / 41