التصوف - المنشأ والمصادر
الناشر
إدارة ترجمان السنة
رقم الإصدار
الأولى
سنة النشر
١٤٠٦ هـ - ١٩٨٦ م
مكان النشر
لاهور - باكستان
تصانيف
صوفيّ رأى الشيطان وهمّ بضربه، فالمعنى أن الصوفي لا يمكن أن يغويّه الشيطان، فإذن هو معصوم عن الوقوع في المعاصي والخطايا، والزلات والسيئات.
هذا ومثل هذا كثير.
فهذه هي العقيدة الأخرى التي أخذها الصوفية من الشيعة، إن دلت على شيء دلت على روابط عتيقة بين التصوف والتشيع، وكون الأول مأخوذا عن الثاني.
عَدَمُ خُلُوِّ الأرْضِ مِنَ الْحُجَّةِ
من العقائد الشيعية المعروفة، الخاصة بهم أن الأرض لا تخلو من الحجة، وهو الإمام عندهم فلقد بوب محدثوهم وفقاؤهم ومتكلموهم أبوابا مستقلة لبيان هذه العقيدة المختلقة المصطنعة، وأوردوا فيها روايات مكذوبة على رسول الله ﷺ، وعلى عليّ ﵁ وأولاده، أئمة القوم حسب زعمهم، وآراء كبرائهم، وعبارات قادتهم.
فلقد أورد محدثهم الكبير الكليني - وهو بمنزلة البخاري عند المسلمين السنة - في كافيه الذي هو أحد الصحاح الأربعة الشيعية، وبمنزلة صحيح البخاري عند أهل السنة روايات عديدة تحت عنوان: لو لم يبق في الأرض إلا رجلان لكان أحدهما الحجة: ومنها ما رواها عن جعفر بن محمد الباقر أنه قال:
(لو لم يكن في الأرض إلا اثنان لكان الإمام أحدهما) (١).
كما أورد روايات كثيرة في باب: (أن الأرض لا تخلو من حجة): منها ما رواها أيضا عن جعفر أنه سئل:
(أتخلو الأرض بغير إمام؟
قال: لو بقيت الأرض بغير إمام لساخت بأهلها) (٢).
وبمثل ذلك روى ابن بابويه القمي المتوفى ٣٨١هـ أحد رجال الصحاح
(١) الأصول من الكافي للكليني المتوفى ٣٢٩ هـ ج١ ص ١٨٠ ط دار الكتب الإسلامية طهران الطبعة الثالثة ١٣٨٨ هـ. (٢) أيضا كتاب الحجة ج١ ص ١٧٩.
1 / 212