التصوف - المنشأ والمصادر
الناشر
إدارة ترجمان السنة
رقم الإصدار
الأولى
سنة النشر
١٤٠٦ هـ - ١٩٨٦ م
مكان النشر
لاهور - باكستان
تصانيف
ويقول الطوسي أبو نصر السراج:
(ولأمير المؤمنين علي ﵁ خصوصية من بين جميع أصحاب رسول الله ﷺ بمعاني جليلة، وإشارات لطيفة، وألفاظ مفردة، وعبارة وبيان للتوحيد والمعرفة والإيمان والعلم، وغير ذلك، وخصال شريفة تعلق وتخلق به أهل الحقائق من الصوفية) (١).
(وأما علي بن أبي طالب كرم الله وجهه فذاك مدينة العلم، وأول آخذ لبيعة الطريق - طريق الأولياء - وأول ملقن بالذكر والسر من الرسول ﷺ (٢).
لأن جبريل ﵇ نزل إلى رسول الله ﷺ: (أولا بالشريعة، فلما تقررت ظواهر الشريعة واستقرت نزل إليه بالحقيقة المقصودة والحكمة المرجوه من أعمال الشريعة وهي الإيمان والإحسان فخص رسول الله ﷺ بباطن الشريعة بعض أصحابه دون البعض.
وكان أول من أظهر علم القوم وتكلم فيه سيدنا على كرم الله وجهه عن رسول الله ﷺ (٣).
فإن عليا ﵁ حسب كلام المتصوفة: (من أصحاب العلم وممن يعلمون من الله ما لم يعلمه غيره) (٤).
ولا جبرائيل وميكائيل لأن رسول الله ﷺ (لما لقن علي بن أبي طالب ﵁، وخلع عليه ذلك صار يقول:
عندي من العلم الذي أسرّه إلىّ رسول الله ﷺ ما ليس عند جبريل ولا ميكائيل) (٥).
وعلى ذلك نقل الطوسي عن الوجيهي أنه قال:
سمعت أبا علي الروذباري يقول: سمعت جنيدا ﵀ يقول:
(رضوان الله على أمير المؤمنين علي، ﵁، لولا أنه اشتغل بالحروب لأفادنا من علمنا هذا معاني كثيرة، ذاك امرؤ أعطى علم اللّدني، والعلم اللّدني هو العلم الذي خصّ به الخضر ﵇، قال تعالى: ﴿وعلمناه من لدنّا علما﴾) (٦).
(١) انظر كتاب اللمع للطوسي ص ١٧٩. (٢) جمهرة الأولياء وأعلام أهل التصوف للمنوفي الحسيني ج١ ص ١٢٢. (٣) أيضا ص ١٥٩. (٤) الفتوحات المكية لابن عربي ج ١ ص ٢٦٠. (٥) درر الغواص للشعراني ص ٧٣ بهامش الإبريز للدباغ ط مصر. (٦) كتاب اللمع للطوسي ص ١٧٩.
1 / 150