2 (2) الخديوي عباس في الخرطوم
وصل الخديوي عباس حلمي باشا إلى الخرطوم في 3 ديسمبر سنة 1901، وألقى السردار في اليوم التالي أمام سراي الخرطوم الخطاب التالي:
مولاي سمو الخديوي المعظم:
نحن سردار الجيش المصري وحاكم السودان العام وصف ضباط وعساكر جيش سموكم المعظم مع الموظفين الملكيين والعلماء والعمد والمشايخ والأعيان في السودان وعموم سكان السودان، نسر بأن نقدم مع شعائر الولاء والإخلاص هذا الخطاب ترحيبا بتشريف سموكم المرة الأولى للسودان.
الخديوي السابق عباس حلمي باشا سنة 1905.
لقد نلنا أعظم الشرف بأن سموكم تجشمتم السفر الطويل الشاق من مصر لقضاء بضعة أيام في الخرطوم عاصمة السودان التي خربها الأشقياء الذين شقوا عصا الطاعة لحكومة سموكم بعد أن كانت عامرة زاهرة. وهي الآن تتدرج في الحضارة والعمران على مبادئ نؤمل أن ترقى بها رويدا حتى تصير عاصمة فاخرة ومركزا مهما لتجارة السودان. قد مضى الآن ثلاث سنين على انتشالها من يد ذلك الطاغية عبد الله التعايشي ببسالة جيش سموكم وجنود المملكة البريطانية العظمى.
الخديوي السابق عباس حلمي باشا سنة 1929.
أما وجود سموكم بيننا فقد ملأ قلوبنا مسرة وابتهاجا، فبالأصالة عن نفسي وبالنيابة عن جميع الحاضرين هنا اليوم والغائبين عنا في جهات السودان البعيدة الذين تمنعهم واجباتهم الهامة عن الحضور لتقديم واجب الترحيب والتعظيم لسموكم نتمنى لسموكم حياة مديدة مقرونة بالسعادة والفخار، ونسأل الله تعالى أن يبث في أنحاء بلاد سموكم طولا وعرضا روح الفلاح والسلام. (2-1) خطاب الخديوي
يا سعادة السردار وحاكم السودان العام، ويا حضرات الضباط والعساكر والموظفين وعلماء ومشايخ وأعيان وأهالي السودان كافة:
إني أشكر لكم الخطاب الذي حييتموني به، وأؤكد لكم بأني أعد من أعظم مسراتي رؤيتي إياكم في هذه البلاد الشاسعة التي قربتها منا سكة الحديد العجيبة التي ملأتني ارتياحا وابتهاجا.
صفحة غير معروفة