85

دراسات في التصوف

الناشر

دار الإمام المجدد للنشر والتوزيع

رقم الإصدار

الأولى

سنة النشر

١٤٢٦ هـ - ٢٠٠٥ م

تصانيف

بالصلاة؟) قال: نعم، قال: (فأجب) (١). وقال ﵊: (والذي نفسه بيده، لقد هممت أن آمر بحطب فيحطب، ثم آمر بالصلاة فيؤذن لها، ثم آمر رجلًا فيؤمّ الناس، ثم أخالف إلى رجال لا يشهدون الصلاة فيؤذن لها، ثم آمر رجلًا فيؤم الناس، ثم أخالف إلى رجال لا يشهدون الصلاة فأحرّق عليهم بيوتهم، والذي نفسي بيده، لو يعلم أحدهم أنه يجد عرقًا سمينًا أو مرماتين حسنتين لشهد العشاء) (٢). وحث المؤمنين على الحضور في المساجد لأداء الصلاة مع الجماعة حيث قال: (صلاة الجماعة تفضل صلاة الفذّ بسبع وعشرين درجة) (٣). وإن أصحاب رسول الله ﷺ كانوا يعرفون المنافق لعدم حضورهم للصلاة في المساجد مع الجماعة كما يروى عن عبد الله بن مسعود ﵁، قال: " لقد رأيتنا وما يتخلّف عن الصلاة إلا منافق قد علم نفاقه، أو مريض، إن كان المريض ليمشي بين رجلين حتى يأتي الصلاة. وقال: إن رسول الله ﷺ علمنا الهدى، وإن من سرّه سنن الهدى الصلاة في المسجد الذي يؤذن فيه. وفي رواية قال: من سرّه أن يلقى الله تعالى غدًا مسلمًا فليحافظ على هذه الصلوات الخمس، حيث ينادى بهن، فإن الله شرع لنبيكم سنن الهدى، وإنهن من سنن الهدى، ولو أنكم صليتم في بيوتكم كما يصلي هذا المتخلّف في بيته لتركتم سنة نبيكم، ولو تركتم سنة نبيكم لضللتم، وما من رجل يتطهر فيحسن الطهور، ثم يعمد إلى مسجد من هذه المساجد إلا كتب الله له بكلّ خطوة يخطوها حسنة، ورفعه بها درجة، وحطّ عنه بها سيئة، ولقد رأيتنا وما يتخلّف عنها إلاّ منافق معلوم النفاق، ولقد كان الرجل يؤتى به يهادى بين الرجلين حتى يقام في الصف " (٤).

(١) رواه مسلم. (٢) رواه البخاري. (٣) متفق عليه. (٤) رواه مسلم.

1 / 92