دراسات في التصوف
الناشر
دار الإمام المجدد للنشر والتوزيع
رقم الإصدار
الأولى
سنة النشر
١٤٢٦ هـ - ٢٠٠٥ م
تصانيف
أحدثتم بدعة ظلما " (١).
وروى أن عبد الله بن مسعود بلغة أن الناس يجتمعون في ناحية من مسجد الكوفة يسبحون تسبيحا معلوما ويهللون ويكبرون.
قال: فلبس برنسا ثم أنطلق فجلس إليهم فلما عرف ما يقولون رفع البرنس عن رأسه ثم قال ك (أنا أبو عبد الرحمن) ثم قال:
(لقد فضلتم أصحاب محمد ﷺ علما، أو لقد جئتم ببدعة ظلما).
قال: فقال عمر بن عتبة: نستغفر الله ثلاث مرات، ثم قال رجل من بني تميم: والله ما فضلنا أصحاب محمد علما ولا جئنا ببدعة ظلما ولكنا ربنا، فقال: (بلى والذي نفس ابن مسعود بيده، لقد فضلتم أصحاب محمد علما أو جئتم ببدعة ظلما، والذي نفس ابن مسعود بيده لئن أخذتم آثار القوم ليسبقنكم سبقا بعيدا، ولئن حرتم يمينا وشمالا لتضلن ضلالا بعيدا) (٢)
وعن أنس بن مالك ﵁ أنه قال:
(كنا عند عمر فقال: نهينا عن التكلف) (٣).
وعنه نقل يعلى بن أميه أنه قال:
" طفت مع عمر بن الخطاب، فلما كنت عند الركن الذي يلي الباب مما يلي الحجر أخذت بيده ليستلم، فقال: أما طفت مع رسول الله ﷺ؟
قلت: بلى ... قال: فهل رأيته يستلمه؟
قلت: لا، قال: فأبعد عنه، فإن لك في رسول الله ﷺ أسوة حسنة " (٤).
وقال ابن مسعود ﵁:
(الإقتصاد في السنة أحسن من الاجتهاد في البدعة) (٥).
_________
(١) انظر " البدع والنهي عنها " لمحمد بن وضاح القرطبي الأندلسي المتوفي ٢٨٦هـ، ص ١١/ ط دار الرائد العربي ببيروت.
(٢) المصدر السابق ص ٩.
(٣) رواه البخاري.
(٤) رواه أحمد والطبراني، ورجاله رجال الصحيح.
(٥) رواه الحاكم في المستدرك.
1 / 25