24

دراسات في علوم القرآن - محمد بكر إسماعيل

الناشر

دار المنار

رقم الإصدار

الثانية ١٤١٩هـ

سنة النشر

١٩٩٩م

تصانيف

وأما الحديث: فقوله ﷺ: "ألا وإن في الجسد مضغة، إذا صلُحَت صلح الجسد كله، وإذا فسدت فسد الجسد كله، ألا وهي القلب". وأما المعقول: فإن القلب إذا غُشِّيَ عليه، وقطع سائر الأعضاء لم يحصل له شعور، وإذا أفاق القلب شعر بجميع ما ينزل بالأعضاء من الآفات"١. هذا ما انتهى إليه علمنا في كيفية التلقي، لا تجاوزه إلى ما لا علم لنا به، ولا قدرة لنا على تحصيله وفهمه. وقد كان الوحي ينزل على النبي ﷺ بكيفيات مختلفة، ويلقي إليه القرآن كما أمره ربه ﷿، فيسمعه الرسول ﷺ بأذنَي قلبه، والناس من حوله لا يسمعون شيئًا. وهذا أمر من أمر الله، وآية من آيات قدرته الباهرة، وسرٌّ من أسراره الخفية، وبرهان على أن رسوله الكريم طراز فريد، له روح ليست كالأرواح البشرية، وله قلب من معدن خاصٍّ يسمع به ويرى ما لا يسمعه غيره ويراه.

١ انظر حاشية الجمل على الجلالين ج٣ ص٢٩٢.

1 / 28