دراسات في علوم القرآن - فهد الرومي
الناشر
حقوق الطبع محفوظة للمؤلف
رقم الإصدار
الثانية عشرة ١٤٢٤هـ
سنة النشر
٢٠٠٣م
تصانيف
بعضهم المصحف فإن الحبشة يسمونه المصحف وكان أبو بكر أول من جمع كتاب الله وسماه المصحف"١.
خبر هذا المصحف:
بعد أن أتم زيد جمع القرآن في المصحف سلمه لأبي بكر الصديق ﵁ فحفظه عنده حتى وفاته، ثم انتقل إلى أمير المؤمنين من بعده عمر بن الخطاب ﵁ وبعد وفاته انتقل المصحف إلى حفصة أم المؤمنين ﵂ لأن عمر ﵁ جعل أمر الخلافة من بعده شورى، فبقي عند حفصة إلى أن طلبه منها عثمان ﵁ لنسخه بعد ذلك، ثم أعاده إليها -لما سيأتي- ولما توفيت حفصة ﵂ أرسل مروان بن الحكم إلى أخيها عبد الله بن عمر ﵄ ساعة رجعوا من جنازة حفصة بعزيمة ليرسلن بها فأرسل بها ابن عمر إلى مروان فمزقها مخافة أن يكون في شيء من ذلك خلاف ما نسخ عثمان رضي الله عنه٢.
١ الإتقان: السيوطي ج١ ص٥١. ٢ المرشد الوجيز: أبو شامة المقدسي ص٥٢.
ثالثا: جمع القرآن بمعنى نسخه في عهد عثمان بن عفان ﵁:
سببه:
عندما اتسعت الفتوحات الإسلامية انتشر الصحابة ﵃ في البلاد المفتوحة يعلمون أهلها القرآن وأمور الدين، وكان كل صحابي يعلم بالحرف الذي تلقاه من الأحرف السبعة، فكان أهل الشام يقرءون بقراءة أبي بن كعب ﵁ فيأتون بما لم يسمع أهل الشام فيكفر بعضهم بعضًا١. وعندما اتجه جيش المسلمين لفتح "أرمينيه" و"أذربيجان" كان الجنود من أهل العراق وأهل الشام فكان
١ فتح الباري: ابن حجر العسقلاني ج٩ ص١٨.
1 / 84