دراسات في علوم القرآن - فهد الرومي

فهد الرومي ت. غير معلوم
73

دراسات في علوم القرآن - فهد الرومي

الناشر

حقوق الطبع محفوظة للمؤلف

رقم الإصدار

الثانية عشرة ١٤٢٤هـ

سنة النشر

٢٠٠٣م

تصانيف

ولو جمع القرآن في مصحف واحد حينئذاك لكان عرضة للتغيير كلما نزل شيء من القرآن١. ولم يكن الصحابة -رضي الله تعالى عنهم- إذا اختلفوا في شيء من القرآن يرجعون إلى ما هو مكتوب بل كانوا يرجعون إلى الرسول ﷺ فيعرضون عليه قراءتهم ويسألونه عنها. وبعد وفاة الرسول ﷺ ومقتل بعض القراء من الصحابة دعت الحاجة إلى جمع القرآن في مصحف واحد، فكان ذلك في عهد أبي بكر الصديق ﵁.

١ مناهل العرفان: الزرقاني ج١ ص٢٤١، ٢٤٢.

ثانيا: جمع القرآن الكريم في عهد أبي بكر الصديق ﵁: سببه: بعد وفاة الرسول ﷺ ارتدت بعض قبائل العرب فأرسل أبو بكر ﵁ خليفة الرسول ﷺ الجيوش لقتال المرتدين وكان قوام هذه الجيوش هم الصحابة رضوان الله عليهم وفيهم حفاظ القرآن، وكانت حروب الردة شديدة قتل فيها عدد من القراء الذين يحفظون القرآن الكريم، فخشي بعض الصحابة أن يذهب شيء من القرآن بذهاب حفظته١ فأراد أن يجمع القرآن في مصحف واحد بمحضر من الصحابة. وقصة ذلك رواها البخاري في صحيحه عن زيد بن ثابت ﵁ قال: أرسل إلي أبو بكر -مقتل أهل اليمامة- فإذا عمر بن الخطاب عنده قال أبو بكر ﵁: إن عمر أتاني فقال: إن القتل قد استحر٢ يوم اليمامة بقراء القرآن، وإني أخشى أن يستحر القتل بالقرآء

١ شرح السنة: البغوي ج٤ ص٥٢١. ٢ يعني: اشتد وكثر.

1 / 78