دراسات في الأديان اليهودية والنصرانية

سعود بن عبد العزيز الخلف ت. غير معلوم
80

دراسات في الأديان اليهودية والنصرانية

محقق

-

الناشر

مكتبة أضواء السلف،الرياض

رقم الإصدار

الرابعة

سنة النشر

١٤٢٥هـ/٢٠٠٤م

مكان النشر

المملكة العربية السعودية

تصانيف

المطلب الثالث: تحريف التوراة مما سبق ذكره وبيانه عن التوراة يتضح أن الكتاب الذي بين يدي اليهود والنصارى لا سند له يمكن أن يعتمد عليه في صحة المعلومات الواردة فيه فلهذا لا يمكن لليهود ولا للنصارى أن ينفوا إمكانية التحريف، والعبث فيه خاصة وأن الذين استؤمنوا عليه وهم اليهود قد انحرفوا انحرافات خطيرة في الدين، وكفر كثير منهم، وأعرضوا عن دين الله، وتركوه رغبة عنه، وحبًا للدنيا، وإيثارًا لها وهذا ظاهر واضح لكل من طالع سجل تاريخهم وهو العهد القديم. فمع هذا الإنحراف والفساد كيف يمكن أن تسلم التوراة من العبث والتحريف، هذا ما لا يقبله العقل السليم وواقع الإنسان. وسنذكر هنا ما يؤكد وقوع التحريف. أولًا: أدلة التحريف من القرآن الكريم والتوراة قد شهد الله ﷿ بتحريف اليهود لكتابهم وأبان عن هذا في القرآن الكريم في مواضع عديدة فمن ذلك قوله ﷿: ﴿أَفَتَطْمَعُونَ أَنْ يُؤْمِنُوا لَكُمْ وَقَدْ كَانَ فَرِيقٌ مِنْهُمْ يَسْمَعُونَ كَلامَ اللَّهِ ثُمَّ يُحَرِّفُونَهُ مِنْ بَعْدِ مَا عَقَلُوهُ وَهُمْ يَعْلَمُونَ﴾ البقرة آية (٧٥) . فهذا فيه دلالة على أنهم غيروا وبدلوا عن إصرار وعلم. وقوله ﷿: ﴿فَوَيْلٌ لِلَّذِينَ يَكْتُبُونَ الْكِتَابَ بِأَيْدِيهِمْ ثُمَّ يَقُولُونَ هَذَا مِنْ

1 / 94