دراسات في الأديان اليهودية والنصرانية
محقق
-
الناشر
مكتبة أضواء السلف،الرياض
رقم الإصدار
الرابعة
سنة النشر
١٤٢٥هـ/٢٠٠٤م
مكان النشر
المملكة العربية السعودية
تصانيف
ويلاحظ على هذا التعريف قصره الدين على الدين السماوي فقط، مع أن الصحيح أن كل مايتخذه الناس ويتعبدون له يصح أن يسمى دينًا، سواء كان صحيحًا، أو باطلًا، بدليل قوله ﷿: ﴿وَمَنْ يَبْتَغِ غَيْرَ الإِسْلاَمِ دِينًا فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِى الآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِين﴾ آل عمران (٨٥) .
وقوله؟﷿: ﴿لَكُمْ دِينُكُمْ وَلِىَ دِين﴾ الكافرون (٦)، فسمى الله ما عليه مشركي العرب من الوثنية دينًا.
أما غير المسلمين فبعضهم يخصصه بالناحية الأخلاقية كقول "كانت"١ " بأن الدين هو المشتمل على الإعتراف بواجباتنا كأوامر إلهية".
وبعضهم يخصصه بناحية التفكر والتأمل كقول رودلف إيوكن "الدين هو التجربة الصوفية التي يجاوز الإنسان فيها متناقضات الحياة ٢ " إلى غير ذلك من التعريفات التي نظرت إلى الدين من زاويه. وتركت أوجهًا وزوايا عدة.
وأرجح التعريفات أن يقال:
الدين: هو إعتقاد قداسة ذات، ومجموعة السلوك الذي يدل على الخضوع لتلك الذات ذلًا وحبًا، رغبة ورهبة.
فهذا التعريف فيه شمول للمعبود، سواء كان معبودًا حقًا. وهو الله ﷿، أو معبودًا باطلا وهو ما سوى الله ﷿.
_________
١ كانت (عمانوئيل) فيلسوف ألماني.ذهب إلى أن الإنسان لا يدرك ماهية الأشياء، بل
يدرك ظواهرها الحسية في الزمان والمكان. توفي سنة ١٨٠٤م. المنجد في الأعلام ص٥١٣.
(٢) انظر هذه التعريفات في كتاب الدين د. محمد عبد الله دراز ص (٣٣-٣٦) وكتاب "الإنسان والأديان" للدكتور محمد كمال جعفر ص١٦-١٨.
1 / 10