دراسات في الأديان اليهودية والنصرانية
محقق
-
الناشر
مكتبة أضواء السلف،الرياض
رقم الإصدار
الرابعة
سنة النشر
١٤٢٥هـ/٢٠٠٤م
مكان النشر
المملكة العربية السعودية
تصانيف
كما أن تحرك مليوني شخص في ليلة واحدة مستحيل، إذا علمنا أن في هذا العدد أطفالًا ونساءً وشيوخًا. والله أعلم.
ثالثًا: ما حدث من بني إسرائيل بعد الخروج:
حدث من بني إسرائيل بعد خروجهم من مصر حوادث عدة.
فمن هذه الحوادث: طلبهم من موسى أن يجعل لهم صنمًا إلهًا، وفي هذا يقول الله ﷿: ﴿وَجَاوَزنَا ببني إسرائيل البحرَ فَأتواْ علَى قَومٍ يعكُفُونَ على أصنامٍ لَّهُم قالواْ يَا موسَى اجْعَلْ لنَا إِلَهًا كَمَا لَهُم آلهة قَالَ إنّكُم قَومٌ تجهَلُونَ إنَّ هَؤلاَءِ مُتبّرٌ مَّا هُمْ فِيهِ وَبَاطِلٌ مَّا كَانُواْ يَعمَلُونَ قَالَ أغَيرَ اللهِ أَبغِيكُم إلهًا وَهُوَ فَضَّلكُم عَلَى العَالَمِينَ﴾ الأعراف (١٣٨-١٤٠) .
ولا شك أن هذا الطلب من بني إسرائل مدعاة للعجب والاستنكار، فقد رأوا من الآيات ما فيه مقنع وكفاية لو كانوا يعقلون.
ومنها: عبادتهم للعجل:
وذلك أن موسى ﵇ لما ذهب لموعده مع ربِّه، أضل السامري بني إسرائيل، وصنع لهم عجلًا مسبوكًا من الذهب الذي استعاره بنو إسرائيل من المصريين عند خروجهم من مصر، ودعاهم إلى عبادته، فعبدوه في غياب موسى ﵇، وقد حذّرهم هارون ﵇ ونهاهم عن ذلك.
قال الله ﷿: ﴿وَلقَد قَالَ لَهُمْ هَارُونُ مِنْ قَبْلُ يَاقَوْمِ إِنَّمَا فُتَنْتُم بِهِ وَإِنَّ رَبَّكُمُ الرَّحْمَنُ فَاتَّبِعُونِي وَأَطِيعُواْ أَمرِي قَالُواْ لَن نَّبرَحَ عَليهِ عَاكِفِينَ حَتَّى يَرجِعَ إِلينَا مُوسَى﴾ طه آية (٩٠-٩١) .
1 / 50