دراسات في الأديان اليهودية والنصرانية
محقق
-
الناشر
مكتبة أضواء السلف،الرياض
رقم الإصدار
الرابعة
سنة النشر
١٤٢٥هـ/٢٠٠٤م
مكان النشر
المملكة العربية السعودية
تصانيف
الشرك بعده بأزمان- وهذا يقر به ويقول به كل من يؤمن بأن الله هو الخالق، وكل من يؤمن بالإسلام أو باليهودية والنصرانية إلا من تابع قول الملحدين منهم.
ومن الأدلة زيادة على هذا قوله تعالى: ﴿كَانَ النَّاسُ أُمَّة وَاحِدَة فَبَعَثَ اللهُ النَّبِيينَ مُبَشِرينَ وَمُنْذِرِينَ﴾ البقرة الآية (٢١٣) .
قال ابن عباس؟﵁ فيما روى عنه ابن جرير بسنده "كان بين آدم ونوح عشرة قرون، كلهم على شريعة من الحق فاختلفوا فبعث الله النبيين مبشرين ومنذرين" ١ ويؤيد هذا قراءة أبي بن كعب وعبد الله بن مسعود ﵄ ﴿كَانَ النَّاسُ أُمَّة وَاحِدَة فَاخْتَلَفُوا فَبَعَثَ اللهُ النَّبِيينَ ...﴾ الآية.
ويؤيده أيضا قوله ﷿ في سورة يونس: ﴿وَمَا كَانَ النَّاسُ إِلاَّ أُمَّةً وَاحِدَة فَاخْتَلَفُوا﴾ الآيه (١٩) .
فهذا ينص على أن بني آدم عبدوا الله؟﷿؟؟فترة من الزمن وهي عشرة قرون٢ كما ذكر ابن عباس ﵁، ثم إنهم انحرفوا عن هذا النهج القويم فبعث الله إليهم الرسل ليردوهم إلى التوحيد.
وفي رواية أخرى عن ابن عباس ﵁ بين لنا كيف بدأ وقوع بني آدم في الشرك، فقد أخرج البخاري بسنده عنه أنه قال في معنى قول الله
_________
١ تفسير ابن جرير (٢/٣٣٤) .
٢ يلاحظ أن القرن لا يعني بالتأكيد مائة سنة،كما هو عليه الحال في تعارف الناس الآن، فقد يعني ذلك الجيل كما في الحديث (خير أمتي القرن الذي بعثت فيهم ...) .أخرجه خ. فضائل الصحابه الصحيح مع الفتح (٧/٥) م فضائل الصحابه (٤/١٩٦٢) من حديث أبي هريرة
1 / 35