دراسات في الأديان اليهودية والنصرانية
محقق
-
الناشر
مكتبة أضواء السلف،الرياض
الإصدار
الرابعة
سنة النشر
١٤٢٥هـ/٢٠٠٤م
مكان النشر
المملكة العربية السعودية
تصانيف
ولكن لماذا أعرض كتاب النصارى عن مريم ولم يعطوه نسبها فيجعلونه كما هو الحق عيسى بن مريم بنت عمران؟.
السبب في هذا ظاهر وهو: أن مريم بنت عمران إمرأة عابدة مشهورة تربت في بيت النبي زكريا ﵇، الذي كان من نسل هارون ﵇ حيث كان كاهن١ بيت المقدس والمسؤول عن البخور عندهم هو زوج "أليصابات" خالة مريم٢، وهي من نسل هارون ﵇ أيضًا٣ فتكون مريم من السبط نفسه، وهو سبط لاوى بن يعقوب ﵇، وذلك أن تشريع اليهود يأمرهم أن تتزوج المرأة من سبطها ولا تتزوج من سبط أخر حتى تستمر الأموال في نفس السبط ولا تنتقل إلى أسباط أخرى بواسطة الميراث٤.
فلهذا تكون مريم من سبط زكريا ﵇ وزوجته٥، وكذلك خطيبها المزعوم إن صح كلامهم في ذلك يكون من السبط نفسه، وهو سبط لاوى
١ الكاهن في اصطلاح اليهود هو: الذي يقدم الذبائح والخدمات الدينية، وخاصة الأمور المتعلقة بالأشياء المقدسة لديهم. وكانت في نسل هارون ﵇ خاصة. انظر قاموس الكتاب المقدس ص ٧٩١
٢ ثبت في الحديث الصحيح في حديث المعراج في مسلم (١/١٤٥) أن النبي ﷺ رأى في السماء الثانية عيسى ويحيى ﵉ فقال: "ففتح لنا فإذا أنا بابنى الخالة عيسى بن مريم ويحيى بن زكريا صلوات الله عليهما فرحبا بي ودعوا لي بخير".
٣ انظر إنجيل لوقا (١/٥-١٠) .
٤ سفر العدد (٣٦/٦-٩)
٥ ورد في إنجيل لوقا (١/٣٦) كلام الملاك مع مريم بعد أن بشرها بالحمل بعيسى ﵇"هوذا أليصابات نسيبتك هي أيضا حبلى" والنسيبة القريبة، وأصح ما تكون في دلالة اللفظ أنها من نسبك.
1 / 230