صراع مع الملاحدة حتى العظم
الناشر
دار القلم
رقم الإصدار
الخامسة
سنة النشر
١٤١٢ هـ - ١٩٩٢ م
مكان النشر
دمشق
تصانيف
ويعلق (د. العظم) على هذه القصة الخيالية التي سماها قطعة أدبية جميلة، فيقول في الصفحة (٢٦) .
" هذا المقطع الذي كتبه (رسل) يلخص لنا بكل بساطة النظرة العلمية الطبيعية للقضايا التالية: نشوء الكون وتطوره، نشوء الحياة وتطورها، أصل الإنسان ونشأته وتطوره، نشوء الديانات والعبادات والطقوس وتطورها، وأخيرًا يشدد على أن النهاية الحتمية لجميع الأشياء هي الفناء والعدم، ولا أمل لكائن بعدها بشيء، إنه من السديم وإلى السديم يعود".
وهكذا وبكل بساطة يعتبر (العظم) هذه الأمور حقائق مقررة مسلمًا بها علميًا، دون أن تقترن بأي إثبات لها، أهذا هو مستوى الأمانة الفكرية عنده؟ أهذا هو المنهج العلمي السليم؟
ما أبعد المناهج العلمية عن القصص التقريرية، التي تنسجها أخيلة الكتاب والأدباء والشعراء، أو أخيلة واضعي النظريات لأغراض معينة!!
ثم استشهد (د. العظم) بكلام آخر قاله (رسل) فقال في الصفحة (٢٧):
"وفي مناسبة أخرى عندما سئل (رسل): هل يحيا الإنسان بعد الموت؟ أجاب بالنفي، وشرح جوابه بقوله: عندما ننظر إلى هذا السؤال من زاوية العلم وليس من خلال ضباب العاطفة نجد أنه من الصعب اكتشاف المبرر العقلي لاستمرار الحياة بعد الموت، فالاعتقاد السائد بأننا نحيا بعد الموت يبدو لي بدون أي مرتكز أو أساس علمي".
أهكذا ترفض الحقيقة التي جاء بيانها بالأخبار الصادقة عن الله، بمجرد الاستبعاد؟
حينما يسمع المؤمن بالإسلام جواب هذا الفيلسوف الإنكليزي عن الحياة بعد الموت، فلا بد أن تسترجع ذاكرته الجواب الجاهلي الذي كان يجيب به كفار العرب البدائيون، إذ قالوا كما حدثنا القرآن عنهم في سورة (ق/٥٠ مصحف/٣٤ نزول):
1 / 110