213

صراع مع الملاحدة حتى العظم

الناشر

دار القلم

رقم الإصدار

الخامسة

سنة النشر

١٤١٢ هـ - ١٩٩٢ م

مكان النشر

دمشق

تصانيف

في تحليل تصرفات الإنسان، إفراطًا حشد فيه أوهامًا وفرضيات أقرب ما تكون إلى التخريف المطلق منها إلى الدراسة العلمية الموضوعية. بيد أنه باتجاهه نبه الباحثين النفسيين على البحث الموضوعي في مجال التحليلات النفسية، حتى تكونت مدارس التحليل النفسي في عالم العلم، وأصبحت مدرسة فرويد اليهودية في نظر العلماء بدائية متخلفة جدًا. والسر في هذا أن فرويد كان مسخرًا أساسًا لمحاربة الأديان، وتهديم القيم الأخلاقية والاجتماعية، وقد فرضت عليه الخطة اليهودية العالمية أن يضع نظرية تتستر بالعلم لتحقيق هذه الغاية، فاستخدم التحليل النفسي طريقًا إلى ذلك، كما استخدم غيره من اليهود طرقًا أخرى تحت ستار البحث العلمي لتحقيق الغاية نفسها، وطبيعي أن تكون الدراسة العلمية الموجهة أساسًا لإبطال حقيقة من الحقائق مُكرهة على أن تحمل في حقيبتها وعلى ظهرها أكداسًا من التخيلات والأوهام والفروض التي لا سند لها من الواقع، ومُكره على أن تصوغ نظرية تجمع في لبناتها بعض الحقائق لإقامة بعض الزوايا، ثم تملأ سائر الثغرات بأوراق ملونة مصبوغة، تشبه في ظاهرها صورة لبن البناء وقواعده، وهي في حقيقتها وهم خداع تمزقه أية يد تمتد إليه بالفحص والبحث العلمي. واقتبس هنا نقدًا موضوعيًا لمدرسة (فرويد) في التحليل النفسي، مما كتبه صديقنا الدكتور عبد الحميد الهاشمي، وهو نقد مؤلف من النقاط التالية: ١- إن آراء (فرويد) هي أولًا وقبل كل شيء نظرية افتراضية وليست من الحقائق النفسية أو المبادئ العلمية التي أثبتتها التجارب، أو صدَّقتها الملاحظة العلمية. فليس لآراء (فرويد) تلك الهالة التي يحاول بعض مناصريها أن يُلبسوها ثوب الحقائق العلمية، أو كما تحاول بعض الجهات العالمية أن تحيطها بالدعاية. ٢- تعتبر هذه النظرية امتدادًا لفلسفة أفلاطونية، إلا أن أفلاطون كان يحاول أن يسير بالنفس الإنسانية نحو المثالية، أما (فرويد) فقد تشبث - كما يقول تلامذته - بالدافع الجنسي، ليظل هو الدافع والوسيلة والغاية.

1 / 229