صراع مع الملاحدة حتى العظم

عبد الرحمن حبنكة الميداني ت. 1425 هجري
130

صراع مع الملاحدة حتى العظم

الناشر

دار القلم

رقم الإصدار

الخامسة

سنة النشر

١٤١٢ هـ - ١٩٩٢ م

مكان النشر

دمشق

تصانيف

ضعف إدراكه للمشكلة، أو استهانته بقارئي كتابه استهانة بالغة، إذ يحاول تضليلهم حتى في البدهيات، انظر هذا المقطع من الصفحتين (٧٦) و(٧٧) من كتابه: "وهنا يدافع (جيمس) عن نفسه قوله: ١- لا يمكننا أن نعلق الحكم إلى الأبد في موضوع الاعتقاد بوجود الله لأننا بذلك قد نتجنب الوقوع في الخطأ إذا لم يكن الإله موجودًا، ولكننا سنخسر فائدة كبرى فيما لو كان موجودًا". ويعلِّق على كلام (جيمس) هذا بقوله: " في الواقع أن (جيمس) يسيء فهم المشكلة: فالمسألة لا تتعلق بالفائدة الدنيوية أو الأزلية التي قد أجنيها من اعتقادي بالله، وبالخسارة المماثلة التي قد أتكبدها من عدم اعتقادي به إذا كان موجودًا. المشكلة أصلًا لا تمت بصلة إلى حساب الأرباح والخسائر، ولا علاقة لها بعقلية الرهان والمجازفة. المشكلة بكل بساطة هي: هل القضية "الله موجود" قضية صادقة أم كاذبة، أم أن صدقها جائز جواز كذبها، وليس لدينا أدلة أو بينات ترجح أيًا من هذين الاحتمالين على الآخر؟ يجب أن ينسجم موقفنا الشخصي من قضية وجود الله انسجامًا تامًا مع جوابنا على هذا السؤال، لا مع حساب الخسائر والأرباح". يا عجبًا له ولهذا المنطق الأعور، من منهما يسيء فهم المشكلة (جيمس) أو (العظم)؟ كيف لا تتعلق المشكلة بالفائدة الدنيوية أو الأزلية التي قد أجنيها من اعتقادي بالله، وبالخسارة المماثلة التي قد أتكبدها من عدم اعتقادي به إذا كان موجودًا؟ إنها مشكلة وجودي وحياتي وسعادتي ومستقبلي، أفلا أبحث عنها؟ أفلا أضعها في الحساب؟ أفأعرض وجودي كله وسعادتي كلها للخطر، دون أن يكون لي في الموقف الذي أتخذه أي ربح، أو أية فائدة؟ هل أتعامل مع أرقام في مسألة رياضية لا علاقة لي بها؟ إنها قضية حياة، قضية سعادة، قضية مصير، إن اللعب فيها لعب بالنار.

1 / 142