صراع مع الملاحدة حتى العظم

عبد الرحمن حبنكة الميداني ت. 1425 هجري
123

صراع مع الملاحدة حتى العظم

الناشر

دار القلم

رقم الإصدار

الخامسة

سنة النشر

١٤١٢ هـ - ١٩٩٢ م

مكان النشر

دمشق

تصانيف

أقسى المحن وأشهدها من اليهودية العالمية، ومن مخططاتها الرامية إلى الاستيلاء على العالم العربي كله. إنه لعجب كبير أن تبلغ الخيانة بإنسان ما إلى هذا الدرك الذي ليس من دونه درك أسفل منه. لو كانت النظرة العلمية الحديثة تناقض أو تعارض النظرة الإسلامية الغائية للكون، لما وجدنا هذا الجمهور الكبير من علماء النهضة العلمية الحديثة مؤمنين بالله، وبتفسيرات النظرة الإسلامية الغائية للكون، وبالمفاهيم الأخلاقية الدينية. وهذا واحد منهم وهو (أندرو كونواي إيفي) من العلماء الطبيعيين ذوي الشهرة العالمية من سنة (١٩٢٥م) إلى سنة (١٩٤٦م) يقول في مقال له تحت عنوان: "وجود الله حقيقة مطلقة": "ويظهر أن الملحدين أو المنكرين بما لديهم من شك لديهم بقعة عمياء، أو بقعة مخدرة داخل عقولهم، تمنعهم من تصور أن كل هذه العوالم، سواء ما كان ميتًا أو حيًا، تصير لا معنى لها بدون الاعتقاد بوجود الله". ثم استشهد بكلام العلامة (أينشتاين)، إذ قال: "إن الشخص الذي يعتبر حياته وحياة غيره من المخلوقات عديمة المعنى ليس تعيسًا فحسب، ولكنه غير مؤهل للحياة". أليس هذا التفكير الذي يعلن عنه هذا العالم ومن قبله (أينشتاين) تفكيرًا قائمًا على النظرة الغائية للكون، وعلى اعتبار القيم الأخلاقية؟ إن هذه النظرة الموافقة للنظرة الإسلامية لم تكن عند أصحابها مناقضة للأسس العلمية الحديثة، ولا للنظرة العلمية كما تبلورت مع تطور العلم الحديث وتقدمه، فمن أين (للعظم) وهذا الادعاء الكاذب؟! إذا كانت هذه النظرة مناقضة لما يسمى بنظريات اليهود (دُركهايم - فرويد - ماركس) أو النظريات التي روجها اليهود كالنظرية الداروينية فلا بأس، إن هؤلاء أجراء المخطط اليهودي العالمي المعروف، وقد وضعوا مذاهبهم لهدم الأسس

1 / 135