صراع الفكر والاتباع
الناشر
مؤسسة قرطبة للطباعة والنشر والتوزيع
رقم الإصدار
الثانية
سنة النشر
١٤١٦ هـ - ١٩٩٥ م
مكان النشر
الجيزة - مصر
تصانيف
العلامة التاسعة:
أثقل شيء عليهم آيات التفرق، وأغيظ شيء عليهم أحاديث الاختلاف
أي: لا يحبون سماعها، ولا يعرفون فحواها، حتى لا يلتزموا بلوازمها، ولا يقع على رءوسهم مقتضاها! !
فإذا تلوتَ عليهم قوله تعالى: ﴿وَلَا تَكُونُوا مِنَ الْمُشْرِكِينَ (٣١) مِنَ الَّذِينَ فَرَّقُوا دِينَهُمْ وَكَانُوا شِيَعًا كُلُّ حِزْبٍ بِمَا لَدَيْهِمْ فَرِحُونَ﴾ [الروم: ٣٣].
راحوا يتأولون، وذهبوا يحرفون! !
وإذا قرأت عليهم قوله ﷺ:
«... وستفترق أمتي على ثلاث وسبعين فرقة، كلها في النار إلا واحدة» (١).
نفروا نفور الـ ...؟ !
وإذا قرأت عليهم قوله ﷺ: «لا حِلْفَ في الإسلام» (٢).
تَمَعَّرَتْ وجوههم، وتحملقت أعينهم ... ورأيتهم تدور رءوسهم كالذي يغشى عليه من الجهل! لا يعملون بمقتضاه، بل لا يعرفون معناه، بل وجدت بعض قادتهم لم يسمعوا به على الإطلاق، وهو في الصحيحين.
(١) الترمذي (٢٦٤١)، عن عبد الله بن عمرو، وبنحوه أحمد (٤/ ١٠٢)، وأبو داود (٤٥٩٦)، عن معاوية، وللحديث شواهد، وطرق، وصححه كثير من العلماء، منهم شيخ الإسلام، والعلامة المحدث شيخنا، راجع السلسلة (٢٠٤). (٢) البخاري (٧/ ٩٢)، مرسلًا، ومسلم (٢٥٣٠).
1 / 79