صراع الفكر والاتباع
الناشر
مؤسسة قرطبة للطباعة والنشر والتوزيع
رقم الإصدار
الثانية
سنة النشر
١٤١٦ هـ - ١٩٩٥ م
مكان النشر
الجيزة - مصر
تصانيف
قال الشاطبي: «وَهُوَ -أَيْ: الِابْتِدَاعُ بِالرَّأْيِ- اتِّبَاعُ الْهَوَى فِي التَّشْرِيعِ، إِذْ حَقِيقَتُهُ افْتِرَاءٌ عَلَى اللَّهِ» (١).
فحذارِ أن تكون منهم وأنت تسمع قوله تعالى:
﴿تَاللَّهِ لَتُسْأَلُنَّ عَمَّا كُنْتُمْ تَفْتَرُونَ﴾ [النحل: ٥٦].
عاقبة المبتدع:
وفضلًا عَمَّا يُحْدِثُهُ الابتداع في الدين من التبديل والشر، فإن المبتدعَ مُتَوَعَّدٌ بأشد أنواع العقوبة، ومنها:
- اللعن:
قال ﷺ: «... لَعَنَ اللَّهُ مَنْ آوَى مُحْدِثًا» (٢).
وهذا في حق من آوى المبتدع ونصره .. فكيف بالمبتدع نفسه؟ !
- رَدُّ عمله، وإبطال أَجْرِهِ:
قال ﷺ: «أَبَى اللَّهُ أَنْ يَقْبَلَ عَمَلَ صَاحِبِ بِدْعَةٍ حَتَّى يَدَعَ بِدْعَتَهُ» (٣).
وقال الحسن ﵀:
«صَاحِبُ الْبِدْعَةِ لَا يَزْدَادُ اجْتِهَادًا -صِيَامًا وَصَلَاةً- إِلَّا ازْدَادَ مِنَ اللَّهِ
(١) الاعتصام (١/ ٥٢). (٢) أخرجه مسلم (رقم ١٩٧٨). (٣) ابن ماجه (رقم ٥٠)، وابن أبي عاصم (رقم ٣٩)، وفيه ضعف، ويشهد له حديث: «إن الله احتجز»، وفي رواية: «حجب» -وقد سبق- وصححه شيخنا في صحيح الترغيب (رقم: ٥١)، وضعفه في السلسلة (رقم ١٤٩٢)، والله أعلم.
1 / 28