صراع الفكر والاتباع

عدنان العرعور ت. غير معلوم
14

صراع الفكر والاتباع

الناشر

مؤسسة قرطبة للطباعة والنشر والتوزيع

رقم الإصدار

الثانية

سنة النشر

١٤١٦ هـ - ١٩٩٥ م

مكان النشر

الجيزة - مصر

تصانيف

أي: لولا أَنَّا أُمِرْنَا باتباع الرسول ﷺ من غير تردد، ولا سؤال: لم؟ لَمَا قَبَّلْتُ ... وما لم نسلك هذا السلوك، سلوك رسول الله ﷺ وأصحابه، من غير نظر إلى مضرة أو منفعة، سوى منفعة الطاعة، ونهجرْ كل طريق غير طريق رسول الله ﷺ، ولو ظننا منفعتها .. ما لم ننهج هذا المنهج؛ فلن نُمَكَّنَ في الأرض حَقَّ التمكين. أهمية الاتباع: تتجلى أهمية الاتباع بأمرين: الأول: بكثرة النصوص الواردة بشأنه في الكتاب والسنة، وقد أحصيتُ ما في كتاب الله من أمر بالاتباع، أو حَثٍّ عليه، أو مدح لأصحابه، فوجدتُهُ يزيد عن ستين موضعًا. وأحصيتُ الأمر بطاعته سبحانه، وطاعة رسوله ﷺ، وَالْحَثَّ على ذلك، والمدحَ للمطيعين، فوجدتُهُ لا يزيد عن خمسين موضعًا. فهل في هذا عبرة للمعتبرين؟ ! وأما ما في السنة فأكثر مِنْ أَنْ يُحصى، فهي بَحْرٌ زَاخِرٌ، وَمَعِينٌ نَضَّاحٌ. ﴿إِنَّ فِي هَذَا لَبَلَاغًا لِقَوْمٍ عَابِدِينَ﴾ [الأنبياء: ١٠٦]. الثاني: الاتباع هو الحافظ الوحيد -من الله- للإنسان من الانحراف والضلال. وما ضَلَّ مَنْ ضَلَّ، ولا انحراف من انحراف، إلا بخروجهم عن هذا

1 / 14