وقفات مع قضايا معاصرة شبهات ردود
الناشر
بداية للإنتاج الإعلامي
رقم الإصدار
الأولى
سنة النشر
٢٠١٠ م - ١٤٣١ هـ
تصانيف
أما عندما أنتقل لنوع ثان من نوع الكلام وهو الذي أتى في كلام الله وفي المصحف وهو كلام خاص بالبشر، وبإصلاح البشر فبإصلاح البشر يتطورون .. فالطفل الصغير مثلًا عندما يحاول وضع شيء في مقبس الكهرباء فتمنعه وتزجره وربما تسده بشيء، ولكن عندما يصل لسن العاشرة مثلًا قد تطلب منه أن يضع القابس هو بنفسه، فأنت الذي منعته بالأمس ثم تطالبه اليوم بما منعته؛ لأنه قد تطور.
إذن المرحلة العمرية والقدرات لهما اعتبار.
وحينما يقول الله تعالى: ﴿وَإِذَا بَدَّلْنَا آيَةً مَكَانَ آيَةٍ وَاللهُ أَعْلَمُ بِمَا يُنَزِّلُ﴾ [النحل: ١٠١] هذا الكلام معناه أن الله ﷿ يخاطب البشر بقدر طاقتهم، مثلًا في البداية ﴿إِنْ يَكُنْ مِنْكُمْ عِشْرُونَ صَابِرُونَ يَغْلِبُوا مِائَتَيْنِ﴾ [الأنفال:٦٥] معناها أن المسلم في بداية الدعوة من الصحابة الأولين لقوتهم ولوجود النبي ﷺ بينهم فحتى إذا بلغ عدوهم تسعة أضعاف لا يجوز لهم أن يرجعوا، لا يمكن .. وإنما نحاربهم ولو بلغوا عشرة أضعاف، لكن أكثر من عشرة أصبح الحكم مختلفًا، ثم يقول تعالى: ﴿الْآنَ خَفَّفَ اللهُ عَنْكُمْ وَعَلِمَ أَنَّ فِيكُمْ ضَعْفًا فَإِنْ يَكُنْ مِنْكُمْ مِائَةٌ صَابِرَةٌ يَغْلِبُوا مِائَتَيْنِ وَإِنْ يَكُنْ مِنْكُمْ أَلْفٌ يَغْلِبُوا أَلْفَيْنِ بِإِذْنِ اللهِ﴾ [الأنفال:٦٦] فلم يصبح الواحد
1 / 48