وأد الفتنة دراسة نقدية لشبهات المرجفين وفتنة الجمل وصفين على منهج المحدثين
الناشر
دار عمار للنشر والتوزيع
رقم الإصدار
الأولى
سنة النشر
١٤٣٠ هـ - ٢٠٠٩ م
مكان النشر
عمان - المملكة الأردنية الهاشمية
تصانيف
وهذا نبيُّ الله سليمان ﵇ يقول: ﴿وَهَبْ لِي مُلْكًا لَا يَنْبَغِي لِأَحَدٍ مِنْ بَعْدِي إِنَّكَ أَنْتَ الْوَهَّابُ (٣٥)﴾ [ص] ونبيّ الرّحمة يقول: " اللهمّ ارزق آل محمّد قوتًا " (^١).
حدّثت عائشة ﵂ قالت: " كان فراش رسول الله - ﷺ - من أَدَمٍ (جِلْد مَدْبُوغ) وحَشْوُه من ليف " (^٢) وقالت: " ما شَبِع آلُ محمّد - ﷺ - منذ قدم المدينة من طعام برّ ثلاث ليال تباعا حتّى قُبض " (^٣).
فمن يداني رسول الله - ﷺ - بأخلاقه وصبره وزهده وإشفاقه على أمّته ... ! من يباري رسول الله - ﷺ - الّذي أَمَره الله تعالى أن يصبر الصّبر الجميل، وأن يصفح الصّفح الجميل، وأن يهجر الهجر الجميل، قال تعالى:
﴿فَاصْبِرْ صَبْرًا جَمِيلًا (٥)﴾ [المعارج]، وقال تعالى: ﴿فَاصْفَحِ الصَّفْحَ الْجَمِيلَ (٨٥)﴾ [الحجر]، وقال تعالى: ﴿وَاهْجُرْهُمْ هَجْرًا جَمِيلًا (١٠)﴾ [المزمل].
أشدّ ما صنع المشركون بالنَّبيِّ - ﷺ - ودفاع أبي بكر عنه!
سأل عروة بن الزّبير ﵄ عبد الله بن عمرو عن أشدّ ما صنع المشركون برسول الله - ﷺ ـ، فقال: " رأيتُ عُقْبةَ بنَ أبي مُعَيْطٍ جاء إلى النَّبيِّ - ﷺ - وهو يصلّي فوضع رداءهُ في عُنُقِهِ، فَخَنَقهُ به خنْقا شديدًا، فجاء أبو بكر حتّى دَفَعَهُ عنه - ﷺ - فقال: ﴿أَتَقْتُلُونَ رَجُلًا أَنْ يَقُولَ رَبِّيَ اللَّهُ وَقَدْ جَاءَكُمْ بِالْبَيِّنَاتِ مِنْ رَبِّكُمْ ... ... (٢٨)﴾ [غافر] " (^٤).
مقالة العاصي بن وائل وما أُنْزِل فيه من القرآن
كان خَبَّابُ بن الأرت ﵁ رجلًا حدّادًا، وكان له على العاصي بن وائل
_________
(^١) البخاري " صحيح البخاري " (م ٤/ج ٧/ ص ١٨١) كتاب الرّقاق.
(^٢) المرجع السَّابق.
(^٣) المرجع السَّابق.
(^٤) البخاري " صحيح البخاري " (م ٢/ج ٤/ص ١٩٧) كتاب أحاديث الأنبياء.
1 / 51