22

وأد الفتنة دراسة نقدية لشبهات المرجفين وفتنة الجمل وصفين على منهج المحدثين

الناشر

دار عمار للنشر والتوزيع

رقم الإصدار

الأولى

سنة النشر

١٤٣٠ هـ - ٢٠٠٩ م

مكان النشر

عمان - المملكة الأردنية الهاشمية

تصانيف

عَلَيْهِمْ ... (١٥٧)﴾ [الأعراف]. ومن جملة ما تضمّنته التّوراةُ والإنجيلُ الإشارة إلى أصحاب النّبيّ - ﷺ - وبيان طائفة من صفاتهم، فقد جاء مَثلُهم في التّوراة، قال تعالى: ﴿مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ تَرَاهُمْ رُكَّعًا سُجَّدًا يَبْتَغُونَ فَضْلًا مِنَ اللَّهِ وَرِضْوَانًا سِيمَاهُمْ فِي وُجُوهِهِمْ مِنْ أَثَرِ السُّجُودِ ذَلِكَ مَثَلُهُمْ فِي التَّوْرَاةِ ... (٢٩)﴾ [الفتح]. وجاء مثلهم في الإنجيل، قال تعالى ﴿وَمَثَلُهُمْ فِي الْإِنْجِيلِ كَزَرْعٍ أَخْرَجَ شَطْأَهُ فَآزَرَهُ فَاسْتَغْلَظَ فَاسْتَوَى عَلَى سُوقِهِ يُعْجِبُ الزُّرَّاعَ لِيَغِيظَ بِهِمُ الْكُفَّارَ ... (٢٩)﴾ [الفتح]. مبعثه - ﷺ - ـ قال تعالى: ﴿اللَّهُ أَعْلَمُ حَيْثُ يَجْعَلُ رِسَالَتَهُ ... (١٢٤)﴾ [الأنعام]، قال ابن عبّاس ﵄: " أُنْزِلَ على رسول الله - ﷺ - وهو ابن أربعين، فمكث ثلاث عشرة سنةً، ثمّ أُمِرَ بالهجرة؛ فهاجر إلى المدينة، فمكث بها عشر سنين، ثمّ توفيّ - ﷺ - " (^١). وقد بُعِثَ النّبيُّ - ﷺ - من خير قرون بني آدم، روى البخاري عن أبي هريرة ﵁ أنّ رسول الله - ﷺ ـ، قال: " بُعثْتُ من خير قُرون بني آدم قَرْنًا فَقَرنًا، حتّى كنتُ من القرن الّذي كنتُ فيه " (^٢). وصحّ عن النَّبيِّ - ﷺ - أنّه قال: " خير النّاس قرني، ثمّ الّذين يلونهم، ثمّ الّذين يلونهم " (^٣). وكانت رسالته للنّاس كافّة: عربهم وعجمهم، قال تعالى: ﴿وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا كَافَّةً لِلنَّاسِ بَشِيرًا وَنَذِيرًا وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ (٢٨)﴾ [سبأ]، فرسالته ـ

(^١) البخاري " صحيح البخاري " (م ٢/ج ٤/ص ٢٣٨) كتاب أحاديث الأنبياء. (^٢) البخاري " صحيح البخاري " (م ٢/ج ٤/ص ١٦٦) كتاب أحاديث الأنبياء. (^٣) البخاري " صحيح البخاري " (م ٢/ج ٤/ص ١٨٩) كتاب أحاديث الأنبياء.

1 / 22