110

وأد الفتنة دراسة نقدية لشبهات المرجفين وفتنة الجمل وصفين على منهج المحدثين

الناشر

دار عمار للنشر والتوزيع

رقم الإصدار

الأولى

سنة النشر

١٤٣٠ هـ - ٢٠٠٩ م

مكان النشر

عمان - المملكة الأردنية الهاشمية

تصانيف

وسأله رجل عن هذه الآية: ﴿يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّ مِنْ أَزْوَاجِكُمْ وَأَوْلَادِكُمْ عَدُوًّا لَكُمْ فَاحْذَرُوهُمْ ... (١٤)﴾ [التّغابن]، قال: " هؤلاء رجال أسلموا من أهل مكّة وأرادوا أن يأتوا النَّبيَّ ﷺ فأبى أزواجُهم وأولادُهم أن يَدَعُوهم أن يأتوا رسول الله ﷺ، فلمّا أتوا رسول الله ﷺ رأوا النّاس قد فقهوا في الدّين هَمُّوا أن يعاقبوهم، فأنزل الله ﷿: ﴿إِنَّ مِنْ أَزْوَاجِكُمْ وَأَوْلَادِكُمْ عَدُوًّا لَكُمْ فَاحْذَرُوهُمْ وَإِنْ تَعْفُوا وَتَصْفَحُوا وَتَغْفِرُوا فَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ (١٤)﴾ [التّغابن] " (^١). وبعض هذه المسائل المتقدّمة قديمة مُتَجَدِّدة، فقد روى البخاري عن سعيد، قال رجل لابن عبّاس: " إنّي أجد في القرآن أشياءَ تَخْتلفُ عليّ، قال: ﴿فَلَا أَنْسَابَ بَيْنَهُمْ يَوْمَئِذٍ وَلَا يَتَسَاءَلُونَ (١٠١)﴾ [المؤمنون] ﴿وَأَقْبَلَ بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ يَتَسَاءَلُونَ (٢٥)﴾ [الطّور]. ﴿وَلَا يَكْتُمُونَ اللَّهَ حَدِيثًا (٤٢)﴾ [النّساء] ﴿وَاللَّهِ رَبِّنَا مَا كُنَّا مُشْرِكِينَ (٢٣)﴾ [الأنعام] فقد كتموا في هذه الآية. وقال: ﴿أَمِ السَّمَاءُ بَنَاهَا (٢٧)﴾ [النّازعات] إلى قوله ﴿دَحَاهَا (٣٠)﴾ [النّازعات] فذكر خلق السّماء قبل خلق الأرض، ثمّ قال ﴿أَئِنَّكُمْ لَتَكْفُرُونَ بِالَّذِي خَلَقَ الْأَرْضَ فِي يَوْمَيْنِ ... (٩)﴾ [فصّلت] إلى ﴿طَائِعِينَ (١١)﴾ [فصّلت] فذكر في هذه خلق الأرض قبل السّماء. وقال تعالى: ﴿وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًا (٩٦)﴾ [النّساء] ﴿عَزِيزًا حَكِيمًا (٥٦)﴾ [النّساء] ﴿سَمِيعًا بَصِيرًا (١٣٤)﴾ [النّساء] فكأنّه كان ثمّ مضى! فقال: ﴿فَلَا أَنْسَابَ بَيْنَهُمْ﴾ في النّفخة الأولى، ثمّ ينفخ ﴿فِي الصُّورِ فَصَعِقَ مَنْ فِي

(^١) التّرمذي " الجامع الكبير " (م ٥/ص ٣٤٤/رقم ٣٣١٧) أبواب تفسير القرآن، وأخرجه الحاكم في " المستدرك " (م ٢/ص ٤٩٠) وقال الحاكم: هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرّجاه ووافقه الذّهبي، وانظر " أسباب النّزول " للنيسابوري (ص ٢٤٠).

1 / 111