فأجبته مازحا: لا، أنت من جورجيا،
15
وربما عشت إلى الأبد.
فقال: حسنا، إذن فلتحضر لزيارتي بعد الحرب، وسنطلعك يومئذ على تقدم جديد في تطورنا الصناعي ...
وهز يدي هذه المرة بحرارة، واجتزنا البابين المطابقين وتركنا الحجرة من ورائنا وهي شعلة من النور، وصحبنا المختصون ونحن نجتاز الأروقة إلى أن استقبلنا الهواء الرطيب في ليلة من ليالي موسكو الصيفية.
وكان الليل قد انتصف، وبينما كانت السيارة تجتاز بنا شوارع موسكو، وكانت لا تزال تخضع لنظام الإظلام التام، كنت لا أزال متأثرا بحضرة هذا الرجل الذي استولى على مشاعري بصرامته وصراحته ودعابته، وقد وجدته عمليا إلى أبعد الحدود، قلما يستعمل في حديثه صفة أو صيغة من صيغ التفضيل المطلقة.
ومضيت أفكر في أنه حين يحل السلام ستكون روسيا والولايات المتحدة أقوى أمتين في العالم، وستملكان أكبر نصيب من قوة العالم الحربية والصناعية.
أجل، إن ستالين على حق، لقد جمعت الحرب بين البلدين، ولكنهما تواجهان تيارات عاتية من المشاكل العسيرة.
فهل تستطيعان المحافظة على السير في طريق التعاون والصداقة السوي بعد سحق العدو المشترك؟
ربما كان مصير العالم معلقا على الإجابة على هذا السؤال! (20) ستالين ... الإنسان
صفحة غير معروفة