وقال ستالين في لهجة المفكر المتأمل: نعم! إن الآمال عظيمة ولكن الفرص لمثل هذا التوسع قد لا تكون مواتية الآن، فإن علينا - مثلا - أن نبدأ بإنشاء الطرق في شتى أنحاء الاتحاد السوفييتي ...
ثم استطرد قائلا: أما أنتم في أمريكا فإنكم تنتجون الآن نحو 100 مليون طن من الصلب، في حين كنتم قبل الحرب تنتجون 66 مليون طن فقط. فماذا أنتم فاعلون بالفائض الذي يبلغ نحو 30 مليون طن؟
فأجبته قائلا: إننا نتوقع توسعا في الأسواق، وقد صرح أحد كبار صانعي السيارات عندنا بأن إنتاج السيارات الأمريكية سيزيد حتى يصل إلى سبعة ملايين سيارة سنويا؛ أي: ما يزيد بنسبة 40٪ على إنتاج ما قبل الحرب، وستزداد حركة بناء المنازل، وتظهر الحاجة إلى أنواع كثيرة جديدة من المنتجات، وربما ازدادت طلبات تصدير الصلب بمختلف أنواعه زيادة كبيرة.
وقال ستالين: ولكن مجموع صادراتكم قبل الحرب لم يكن يزيد على عشرة في المائة من إنتاجكم؟
فأجبته: أعتقد أن صادراتنا لم تزد على سبعة في المائة!
13
أليس ذلك قليلا بالقياس إلى البريطانيين؟ إن نسبة صادراتهم كانت أكثر من 40٪، ربما كانت هذه نسبة غير عادية بل خطرة. على أن أعظم مشكلة ستواجه الشعب الأمريكي بعد هذه الحرب هي تفادي البطالة درءا لأزمة أخرى من أزمات الكساد.
ليعرف كل منا صاحبه!
وقلت: هذا حق يا ماريشال ستالين، يجب أن نخلق أعمالا جديدة بالتوسع في إنتاجنا وقت السلم، وإن فترة طويلة من السلام لأكبر أثرا من أي شيء آخر في تنمية الإنتاج وضمان العمل الثابت، وإن التفاهم المتبادل بين بلدينا لخليق أن يساعد على ضمان السلم العالمي مساعدة تفوق كل حد، صحيح أن كلينا يعمل في ظل نظام اجتماعي واقتصادي شديد التباين والاختلاف، ولكن ليس بيننا من وجوه الخلاف ما يستعصي حله، نحن نحب نظامنا وأنتم تحبون نظامكم، فعلى كلا البلدين أن يعقد العزم على ألا يتعرض لشئون الآخر الداخلية، يجب أن تعرفوا عنا أكثر مما تعرفون، ويجب أن نعرف عنكم أكثر مما نعرف ...
فأجاب: هذا صحيح، ويجب على أمثالك من الرجال أن ينقلوا معلوماتهم إلى الشعب الأمريكي ...
صفحة غير معروفة