ظرف ستالين!
وقال ستالين: «ربما سمعت أنني كنت رجلا مرحا ودودا، ولكن السن يتقدم بي، وعلى عاتقي تقع جميع مشاكل الحرب ومتاعبها، ويجب أن أبحث المسائل التي تتعلق بالاتحاد السوفييتي كله ...»
ثم أشار بيده إلى الجالس عن يمينه وغمز بعينه وقال: وها هو ذا مولوتوف لا يزال مرحا ودودا، وليس لديه من سبب يجعله غير ذلك، وينبغي علي أن أبدو أكثر الناس مرحا وظرفا برغم متاعبي! ...
ولاحظت أن مستر هاريمان السفير يمد يده إلى جيبه ليخرج سجائره، وكنت قد سمعت أن الماريشال ستالين يفضل تدخين الغليون «البيب»، ولكنه لم يكن حتى هذه اللحظة قد دخن أو مس السجائر الروسية التي أمامه، فسألته قائلا: ألا تتناول سيجارة أمريكية يا ماريشال ستالين؟
ومد يده وتناول السيجارة التي قدمتها إليه وقال: أشكرك، إنني أحبها! ...
وأخذ يدخن منها بضعة أنفاس عميقة، ثم استطرد حديثه قائلا: «إن الحكومة السوفييتية وشعبها يقدران المعونة التي تلقيناها من الولايات المتحدة خلال هذه الحرب أعظم تقدير، وقد كانت آلات المصانع، ومواد التغذية، والطائرات التي أرسلتموها عظيمة القيمة، وقد ظفرت سيارات النقل التي وصلت إلينا بتقدير خاص؛ فإن هذه السيارات هي التي مكنتنا من ملاحقة الألمان المدحورين بهذه السرعة. إن الشعب الروسي يكن للأمريكيين أعظم الاحترام والتقدير ...»
كان ستالين يفضل دائما العمل واستقبال زائريه بالليل. وهو يرى هنا بمكتبه في الكرملين ومن فوقه صورة كارل ماركس نبي الشيوعية الأول.
مظاهرة صينينة لستالين!
وقاطعته قائلا: إننا نحن الأمريكيين ننظر إلى الانتصارات الروسية المجيدة بأعظم الإعجاب ...
وقال ستالين: ونحن من جانبنا مبتهجون بغزو الحلفاء الموفق لأوروبا؛ لقد وفقتم إلى عمل حربي باهر بإنزال قوات كبيرة على الساحل الأوروبي الذي كان يسيطر عليه العدو، حتى لقد أدركت ألمانيا الآن أنه لا سبيل إلى ممارسة حرب ضروس واسعة النطاق بغير أسطول، وقد كان من الحماقة أن يثير الألمان حربا كبرى بلا أسطول، وأنت لا تستطيع أن تملك أسطولا تجاريا بغير أسطول حربي، كما أن الأسطول الحربي لا يزدهر وحده، بل يجب أن يكون إلى جانبه أسطول تجاري يغذيه بالرجال ...
صفحة غير معروفة