ومما يستحق الذكر أن خروشيشيف قال في خطابه بالمؤتمر العشرين للحزب الشيوعي السوفييتي في فبراير 1956 ما يلي:
لقد كان ستالين شديد الاهتمام بتقدير الرفيق زوكوف كزعيم عسكري، وقد قلت له وقتئذ: لقد عرفت زوكوف وقتا طويلا، فهو قائد كفء وزعيم عسكري قدير. وبعد الحرب بدأ ستالين يكثر من الكلام الفارغ عن زوكوف ... وربما يكون ستالين نفسه قد اختلق هذه التهم بفرض الإقلال من دور المارشال زوكوف ومواهبه العسكرية.
وتضمن أمر طرد زوكوف اتهامه بما يلي:
بمساعدة المتملقين ولاعقي الأحذية بدأ إطراؤه «زوكوف» إلى حد رفعه إلى السموات العلا ... وهكذا شوه التاريخ الحقيقي للحزب لإرضاء زوكوف ... واتضح أنه زعيم سياسي غير رزين يميل إلى المغامرة، سواء في فهم أهم أعمال السياسة السوفييتية الخارجية، أم في قيادة وزارة الدفاع.
ولا شك أن خروشيشيف قد تفوق وهو يسعى إلى الانفراد بالسلطة على أساليب ستالين، وحقق أهدافه بسرعة تزيد على السرعة التي استغرقها ستالين، حتى تمكن من إقصاء جميع منافسيه وإبعادهم عن الحكم؛ فإن الفلاح الذي جاء من أوكرانيا - أي: خروشيشيف - لم يحتج إلى أكثر من أربع سنوات بعد أن عين في منصب السكرتير العام للحزب الشيوعي حتى يتغلب على جميع المنافسين، في حين أن الثائر الجيورجياني - أي: ستالين - احتاج إلى ما لا يقل عن عشرين عاما حتى يحقق نفس الهدف.
الخاتمة
بعد 40 سنة
يقول نيجلي فارسون وهو أحد مراسلي الصحف البريطانية الذين شهدوا قيام الثورة الروسية منذ 40 عاما: إن أهم شيء يجب الاعتراف به هو أن ثورة أكتوبر الروسية قد شبت في شهر مارس من عام 1917، كما أن هذه الثورة لم تكن تدبيرا ... ولكنها وقعت!
حتى البولشفيك أنفسهم الذين كانوا يدبرون الثورة منذ أعوام فوجئوا بوقوعها يومئذ ...
لقد كانت الثورة الفجائية، التي أدهشت القائمين بها أنفسهم، لشعب لم يعد في طاقته أن يحتمل أكثر مما احتمل ... ولم يعد في إمكانه أن يحتمل مقتضيات الحرب.
صفحة غير معروفة