وعن صُهَيب ﵁ أنَّ النبيَّ ﷺ قال: «إذا دخلَ أهلُ الجنةِ الجنةَ نادىَ منادٍ يا أهلَ الجنةِ إن لكم عندَ الله مَوْعِدًا يريدُ أن يُنْجِزَكُمُوهُ، فيقولونَ: ما هُو ألَمْ يُثَقِّلْ موازينَنَا ويُبَيِّضْ وجوهَنا ويدخلْنا الجنةَ ويزحْزحْنا عن النار؟ قال: فيكشفُ لهم الحِجَاب فينظرون إليه فوالله ما أعطاهم الله شيئًا أحبَّ إليهمْ من النظرِ إليه ولا أقَرَّ لأعينِهم منهُ» رواه الإمام أحمد، وصححه الألباني (١).
وعن أبي سعيدٍ الخدريِّ ﵁ _كما في البخاري - أنَّ الله يقول لأهلِ الجنةِ: «أحِلُّ عليكم رضوانِي فلا أسخطُ عليكم بعدَه أبدًا» (٢).
فاللهم إنّا نسألك رضاك والجنة، ونعوذ بك من سخطك ومن النار، أقول قولي هذا وأستغفر الله.
الخطبة الثانية:
الحمد لله:
تلك أوصاف يسيرة من بحر الجنة التي أعدّها الله للمؤمنين، والتي شغلتنا الدنيا وهمومها عن تذاكرها، والعمل لها إلا ما شاء الله، ألا وإنّ من الوسائل والطاعات التي توصل لها في هذا الشهر، كثرة الصيام فيه فقد روى مسلم عَنْ أَبِي سَلَمَةَ قَالَ: سَأَلْتُ عَائِشَةَ ﵂ عَنْ صِيَامِ رَسُولِ اللَّهِ ﷺ، فَقَالَتْ: «كَانَ يَصُومُ
_________
(١) صحيح؛ صححه الألباني في صحيح الجامع (١/ ١٥٢)، وأخرجه أحمد (٣١/ ٢٦٦).
(٢) صحيح البخاري (٨/ ١١٤).
1 / 58