ذات الأنواط!
بسم الله الرحمن الرحيم، وبه نستعين.
كم هم أولئك -للأسف- الذين يميلون لاسترضاء شهواتهم فحسب، وتستشرف ما عند الآخرين نفوسُهم، فيكون همّ الواحد منهم أن يكون مثل فلانٍ أو علان، ولو على حساب دينه أو أسرته أو مجتمعه! !
ويعظم ذلك حينما يريد أن يتشبه بالغرب أو الشرق في كل شيء حتى بطريقة أكله وشربه وشكله وسائر حياته، بل وصل الحال ببعضهم أن يستهتر بعرضه وشرفه أمام الملأ، ليظهرَ نفسه أنه متحضر أو متحرر!
يا الله، لربما ضعيف العقل هذا جلب لنفسه ومن يعول شركياتٍ وبدعًا ومحرمات وقلة مروءة ورجولة بسبب عقدة النقص هذه!
ولنرجع إلى الوراء قليلًا قبل ألف وأربع مائة وثلاثين سنة تقريبًا، ولنسمع ما حدث به الإمام أحمد عن أبي واقد الليثي ﵁: «أنَّهُمْ خَرَجُوا عَنْ مَكَّةَ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ ﷺ إِلَى حُنَيْنٍ، قَالَ وَكَانَ لِلْكُفَّارِ سِدْرَةٌ يَعْكُفُونَ عِنْدَهَا وَيُعَلِّقُونَ بِهَا أَسْلِحَتَهُم، يُقَالُ لَهَا: ذَاتُ أَنْوَاطٍ، قَالَ: فَمَرَرْنَا بِسِدْرَةٍ خَضْرَاءَ عَظِيمَةٍ، قَالَ: فَقُلْنَا: يَا رَسُولَ اللَّهِ، اجْعَلْ لَنَا ذَاتَ أَنْوَاطٍ» فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: «قُلْتُمْ، وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِه، كَمَا
1 / 31