ومدارُ تلك الأدعية النبوية من الخليل ﷺ كي ينالَ فوزَه وذريتَه وأتباعَه يوم الدين، ولذا قال ﷺ داعيًا وفي نفس الوقت معلمًا: ﴿وَاجْعَلْنِي مِنْ وَرَثَةِ جَنَّةِ النَّعِيمِ (٨٥) وَاغْفِرْ لِأَبِي إِنَّهُ كَانَ مِنَ الضَّالِّينَ (٨٦) وَلَا تُخْزِنِي يَوْمَ يُبْعَثُونَ (٨٧) يَوْمَ لَا يَنْفَعُ مَالٌ وَلَا بَنُونَ (٨٨) إِلَّا مَنْ أَتَى اللَّهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ﴾ (١)، ثمَّ تتكررُ القضية المهمّة وهي قضية التوحيد قضية لا إله إلا الله فالقلب السليمُ معناه: الذي سَلِمَ من الشركِ والشكِّ، ومحبةِ الشر والإصرارِ على البدعة والذنوبِ، ويلزمُ من سلامته مما ذُكِرَ اتصافُه بأضدادِها من الإخلاصِ والعلمِ واليقينِ ومحبة الخيرِ وتزيينِه في قلبِه، وأن تكون إرادتُه ومحبتُه تابعةً لمحبةِ الله وهواه تابعًا لما جاءَ عن الله تعالى (٢).
ربَّنَا تَقَبَّلْ مِنَّا إِنَّكَ أَنْتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ وتب علينا إنّك أنت التواب الرحيم، أقول قولي هذا وأستغفر الله.
الخطبة الثانية:
الحمد لله ...
أَيُّهَا الأخوة: يتفضل الكريمُ علينا بين الفينةِ والأخرى بسحائبَ من رحمته وأوقات فاضلة، ومن هذه السحب والمزن الكريمة أيامُ عشرِ ذي الحجة إذ فضّل العملَ فيها على العملِ في غيرها، واختصها بأمهات الأعمال والعبادات، والله يخلق ما يشاء ويختار.
_________
(١) [الشعراء: ٨٥ - ٨٩].
(٢) تفسير السعدي (ص ٥٩٣).
1 / 19