قال ابن كثير: أي: "هؤلاء الذين أخلصوا العبادة لله وحده لا شريك له، ولم يشركوا به شيئًا هم الآمنون يوم القيامة، المهتدون في الدنيا والآخرة" (١).
ولقد أكدَّ الخليل ﷺ هذه القضية المصيرية في سورة الشعراء، فقال مخاطبًا أباه وقومَه: ﴿وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ إِبْرَاهِيمَ (٦٩) إِذْ قَالَ لِأَبِيهِ وَقَوْمِهِ مَا تَعْبُدُونَ (٧٠) قَالُوا نَعْبُدُ أَصْنَامًا فَنَظَلُّ لَهَا عَاكِفِينَ (٧١) قَالَ هَلْ يَسْمَعُونَكُمْ إِذْ تَدْعُونَ (٧٢) أَوْ يَنْفَعُونَكُمْ أَوْ يَضُرُّونَ (٧٣) قَالُوا بَلْ وَجَدْنَا آبَاءَنَا كَذَلِكَ يَفْعَلُونَ (٧٤) قَالَ أَفَرَأَيْتُمْ مَا كُنْتُمْ تَعْبُدُونَ (٧٥) أَنْتُمْ وَآبَاؤُكُمُ الْأَقْدَمُونَ (٧٦) فَإِنَّهُمْ عَدُوٌّ لِي إِلَّا رَبَّ الْعَالَمِينَ﴾ (٢).
وهنا تأتي عقيدة الولاء والبراء: ﴿الَّذِي خَلَقَنِي فَهُوَ يَهْدِينِ﴾ (٣)، نعم هو المنفرد سبحانه بنعمة الخلق، ونعمة الهداية للمصالح الدينية والدنيوية، (٤)، ﴿وَالَّذِي
_________
(١) تفسير ابن كثير (ص ٥٧٢).
(٢) [الشعراء: ٦٩ - ٧٧].
(٣) [الشعراء: ٧٨].
(٤) تفسير السعدي (ص ٥٩٣).
1 / 14