.. والجواب – أيدك الله – أن إنكار من أنكر هذا النوع من التوحيد فمن باب الجحود والعناد، وطلب العلو في الأرض بالفساد، مع يقين المنكر في قلبه بحقيقة الأمر قال الله – ﵎ ﴿وَلَقَدْ آتَيْنَا مُوسَى تِسْعَ آيَاتٍ بَيِّنَاتٍ فَاسْأَلْ بَنِي إِسْرَائِيلَ إِذْ جَاءهُمْ فَقَالَ لَهُ فِرْعَونُ إِنِّي لَأَظُنُّكَ يَا مُوسَى مَسْحُورًا قَالَ لَقَدْ عَلِمْتَ مَا أَنزَلَ هَؤُلاء إِلاَّ رَبُّ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ بَصَآئِرَ وَإِنِّي لَأَظُنُّكَ يَا فِرْعَونُ مَثْبُورًا﴾ الإسراء ١٠١-١٠٢.
... والآية الكريمة – كما ترى – تدل بوضوح على أن فرعون الطاغية يعلم في قرارة نفسه ويوقن بقلبه صدق نبي الله موسى – على نبينا وعليه الصلاة والسلام – بما وقف عليه من المعجزات العظام ولذلك لم يرد دعواه إلا بالقيلات الفارغة، والمدافعة الباطلة، فقال له كليم الله موسى – على نبينا وعليه الصلاة والسلام –: " لَقَدْ عَلِمْتَ " وهذه الآية المباركة التي تقرر علم فرعون بالحقيقة مع إنكاره لها، ومجادلته بالباطل ليدحضها، نظير الآية التي في سورة النمل: (١٣-١٤) والتي فيها الإخبار بجحود فرعون العاتي للآيات الكبار، مع استيقانه بأنها من العزيز الجبار، قال الله – جل وعلا –: ﴿فَلَمَّا جَاءتْهُمْ آيَاتُنَا مُبْصِرَةً قَالُوا هَذَا سِحْرٌ مُّبِينٌ وَجَحَدُوا بِهَا وَاسْتَيْقَنَتْهَا أَنفُسُهُمْ ظُلْمًا وَعُلُوًّا فَانظُرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُفْسِدِينَ﴾ .
1 / 51