ولفظ الترمذي: "أما إنهم لم يكونوا يعبدونهم، ولكنهم كانوا إذا أحلوا لهم شيئًا استحلوه، وإذا حرموا عليهم شيئًا حرموه" (١) .
_________
(١) انظر تفسير ابن جرير: (١٠/٨١)، وسنن الترمذي – كتاب التفسير – سورة التوبة -: (٥/٢٧٨)، وقال الترمذي: هذا حديث غريب لا نعرفه إلا من حديث عبد السلام بن حرب، وغُطَيْف بن أعْين ليس بمعروف في الحديث (أهـ) وحكم الترمذي على الحديث بالغرابة ورد في طبعة مصر، وحمص من بلاد الشام وفي الطبعة المصرية أيضًا مع شرحه عارضة الأحوذي، لكن ورد في الطبعة الهندية مع شرحه تحفة الأحوذي: هذا حديث حسن غريب إلخ، بزيادة لفظ "حسن" قبل غريب، ونسب السيوطي في الدر المنثور: (٣/٢٣٠) تحسين الحديث إلى الترمذي، وزاد نسبة الحديث وعزوه إلى ابن سعد، وعبد بن حميد، وابن المنذر، وابن أبي حاتم، والطبراني، وأبي الشيخ، وابن مردويه، والبهيقي في سننه وتبعه على ذلك الشوكاني في فتح القدير: (٢/٣٥٥) وبين العبارتين فرق كبير، لأن قوله: حسن غريب، فيه الحكم بقبول الحديث مع انفراد الراوي به، وهذا لا يتمشى مع قول الترمذي في غطيف: ليس بمعروف، إلا بكلفة كأن يقال: حسن الترمذي الحديث باعتبار شواهده، أما قوله: هذا الحديث غريب، فالمراد منه بيان ضعف الحديث لتعليله ذلك بقوله: وغطيف ليس بمعروف، وأكثر نسخ سنن الترمذي على هذا الحكم وهذا هو المعول، وعليه الاعتماد، ولذلك حكم ابن حجر في التقريب: (٢/١٠٦) على غطيف بأنه ضعيف، ونقل ابن حجر في تهذيب التهذيب: (٨/٢٥٠)، تضعيفه عن الدارقطني، وتوثيقه عند ابن حبان، ومع المعلوم أن مذهب ابن حبان في التوثيق مهجور، مخالف للجمهور، لأنه يعتبر الثقة من روى عنه راو ٍ مشهور ولم يتبين جرحه، قال ابن حجر في لسان الميزان: (١/١٤) وهذا مذهب عجيب، هذا وقد ورد للحديث ما يشهد له، وربما يتقوى به، فيرتقي إلى درجة الحسن، فقد وردت آثار عن حذيفة، وابن عباس – ﵃ – وعن بعض التابعين أيضًا تشهد للحديث المتقدم فانظرها في تفسير الطبري: (١٠/٨١)، والدر المنثور: (٣/٢٣١) ولذلك قال الشيخ عبد القادر الأرناؤوط في تعليقه على جامع الأصول: (٢/١٦١): لكن في الباب عن حذيفة – ﵁ – موقوفًا أخرجه الطبري، وربما يتقوى به، (١هـ) وقد استشهد به ابن القيم في إغاثة اللهفان: (٢/٣١٩) وحكم بصحته الشيخ عبد الرحمن آل الشيخ في فتح المجيد: (١٠١)، ونقل في: (١٠٦) تحسينه عن الترمذي وسكت على ذلك الشيخ محمد حامد الفقي محقق الكتاب، والشيخ إسماعيل الأنصاري مصححه والمشرف على طباعته، والحديث قد استشهد به شيخنا في الأضواء: (٤/٨٣) وابن تيمية كما في مجموع الفتاوى: (١/٩٨، ٧/٩٧) ونص على حسنه، ولعل ذلك لشواهده فاعلم.
1 / 29