266

خطب ودروس الشيخ عبد الرحيم الطحان

تصانيف

.. وعلى كون المراد من التأويل حقيقة ما يؤول إليه الكلام، وهو عين موجود خارج الأذهان فلا يعلم تأويل صفات الرحمن – ﷻ – إلا هو – لأن المراد من التأويل الحقيقة التي يتصف الرب بها، وهي مما انفرد الله – جل وعلا – بعلمها، فالصفات معلومة، وكيفياتها لنا مجهولة، وعليه فيكون الوقف على لفظ الجلالة في الآية السابقة "وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلاَّ اللهُ " وهو قول جمهور سلف الأمة وخلفها، وممن أثر عنه ذلك أبي بن كعب وابن مسعود، وابن عباس في رواية عنه – رضي الله تعالى عنهم أجمعين – وهذا بهذا الاعتبار حق صحيح، كما أن القول المتقدم حق صحيح على ذلك الاعتبار، فتنبه لهذا، وإياك والانحراف عن طريق الأخيار (١) .

(١) انظر تفصيل الكلام على الوقف في أية آل عمران في منار الهدى في الوقف والابتداء: (٧٠) والمقصد لتلخيص ما في المرشد في الوقف والابتداء، مطبوع في حاشية منار الهدى، وزاد المسير: (١/٣٥٤) والدر المنثور: (٢/٦-٧)، والإتقان: (٣/٥-١٤) والجامع لأحكام القرآن: (٤/١٦-١٩)، وجامع البيان: (٣/١٢٢)، وروضة الناظر: (٦٧-٦٨.)

1 / 266